يحكـي أن رجـلا ادعى النبوة ، فأمسك رجال الوالي به وساقوه مكبلا إليه فأستمع الوالى الى الحكاية ثم قال للمدعـي :
يا هذا إن لم تأتنا بمعجزة تثبت نبوتك قطعنـا رأسك !.. فقال الرجل : أيها الوالي معجزتي انني انادي الشجرة فتاتي إلي ..!!
فأخذ الجنود الرجل الى حديقة القصر واقفوه امام الشجرة .. فنادى باعلى صوته : أيتها الشجرة إني آمرك أن تاتي الي ، ايتها الشجرة اطيعي
نبي الله !!ولكن الشجرة طبعا لم تتحرك من مكانها ، فقام الرجل ومشى نحو الشجرة وهو يقول : نحن معشر الأنبياء لا تكبر لدينا من لا ياتي الينا نذهب
اليه ..
عندما تقوم بعض المحطات العربية بتغطية الاحداث السياسية في بلدان الاخرى ( طبعا غير التي تنتمي اليها ) فانها تقوم بتغطية تلك الاحداث
بذهنية مسبقة وسياق معين يهدف الى اقناع المتلقي ياي شكل بوجهة النظر التي تطرحها سواء كانت واقعية ام غير واقعية
حتى وان اقتربت في بعض الاحيان الى درجة يصبح فيها الخبر اقرب الى افلام الخيال العلمي منه الى تقرير وثائقي واقعي
ولإظفاء المصداقية على ادعاءاتها فإن هذه القنوات غالبا ما تستند الى عبارات مبهمة وغير محدةة مثلا : نقلا عن شهود عيان
او مصدر لم يذكر اسمه ، او مصادر مطلعة ، وكلها طبعا بدون تحديد .. فلا الشاهد معروفة هويته ، ولا المسؤول
المجهول يعرف أحد كيف ادلي بتصريحه دون ان يعرف احد اسمه ، كما لو انه كان يرتدي قناعا او ادلي بتصريح
من خلف الستارة !! ولن يجيبك احد عن كيفية اعتماد خبر وتصريح من شخص مجهول الهوية .
أما الفديوهات المزيفة فحدق ولا حرج ، فقتلى العراق تبث صورهم على أنهم في سورية ، وفي البحرين تبث صور
طفل داخل المستشفى لحروق بالشاي على انه ضحية الغاز المسيل للدموع ، وهكذا دواليك
لقد أصبحت قنواتنا مثل صاحبنا مدعي النبوة ، اذا لم يات الخبر الينا كما نحب ونشتهي فما المانع من ان نصنع الخبر بانفسنـا ؟
أليس من حق المشاهد أن يرى اخبار مثيرة ؟ ومع ان الامر يشبه النكتة الا انها حقيقة ماساوية ترينا مدى التلاعب
الذي يتم بعقل المشاهد العربي من قنوات ممولة عربيـا ، ويفترض بها ان تكون حيادية وتنقل للمشاهد الصورة الواقعية
التي تحصل على الارض وليس الصورة التي يتمنى القائمون على المحطة ان يروها في ذلك البلد
إن ماساة الاعلام العربي الذي لم يستطع الوصول الى ادنى درجات المهنية والابتعاد عن التحريض المسيس ، تحولت الى مرض
عضال لا نرى دواء قريبا له ، فمن ايام الاعلام الحكومي الذي ليس له سوى استقبل فخامته وودع فخامته ـ الى القنوات التي يفترض
ان تكون مستقلة ولكنها في وقع الحال تدور في فلك حكومات عربية او اجنبية او احزاب ذات اجندات طائفية ،
وصار هم الجميع هذه القنوات تحوير الوثائق تحوير الوثائق ليتناسب مع من ترغب به وما تمليه عليها اجندتها .
وللأسف فإن كثيرا من الاعلاميين العرب اصبحوا مجرد موظفين اشترتهم القنوات وتمنعهم من النطق باية كلمة
خارج ما تحدده لهم ، مستغلة سلاح الراتب والاقامة واشياء اخرى للجمع وجعلهم مجرد ببغاوات تردد ما
يقرره اصحاب المحطة وحتى من يستقيل منهم من محطته يفعل ذلك لانه تلقى عرضا افضل او تعرض لتهديدات اقوى