رغم أن أشبال عبد الحق بن شيخة كانوا يعلمون أن
المغاربة لن يستقبلوا الوفد الجزائري بطريقة غير لائقة، إلاّ أنه لا أحد من
اللاعبين كان ينتظر أن يجد نفسه في مراكش وكأنه في الجزائر من شدة كرم
الضيافة وحرارة الإستقبال..
زياني
الذي لاقوه من طرف الأشقاء هنا في
المغرب، إلى درجة أن عنتر يحيى ورفاقه مباشرة بعد وصولهم لم يكن حديثهم على
طاولة العشاء إلا عن ما وجدوه من استقبال رائع بالمطار، حتى أن العناصر
الجديدة عبّرت عن اندهاشها لما حدث خاصة بعد أن سمعت بما كان يلاقيه
“الخضر“ في سفرياتهم إلى أدغال إفريقيا وحتى ما حدث في آخر مواجهة من
التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالقاهرة أمام المنتخب المصري.
القدامى حكوا مطوّلا عن المعاناة في إفريقيا مقارنة بما جرى في المغرب
وظلت
العناصر الوطنية منذ وصولها تتحدث عن الاستقبال الرائع الذي حظي به الوفد
الجزائري، حيث كان القدامى في كل مرة يتذكرون فيها ما جرى لهم في التنقلات
الصعبة إلى مختلف البلدان الإفريقية يقصون ذلك على العناصر الجديدة حتى
منها من شارك في كأس العالم الأخيرة مثل بودبوز، مصباح، قادير وڤديورة
لكنهم لم “يتمرمدو” في سفريات غينيا، غامبيا وخاصة رواندا وكذا مؤخرا
إفريقيا الوسطى أين لم يجد “الخضر” حتى فندقا لائقا للإقامة فيه قبل
المواجهة. وكان باقي اللاعبين يستمعون باهتمام لما جرى في خرجات المنتخب
الوطني من سوء إستقبال دون نسيان ما حدث في مصر وشاهده العالم بأسره ليصل
بوڤرة والبقية إلى مقارنة ذلك بالإستقبال المميز للوفد الجزائري في مراكش
ويستنتجون أنه لا مجال للمقارنة.
الجميع اعتبر أن المغاربة يستحقون الشكر وعبارة “أشقاء“ ليست نفاقا عندهم
ورغم
أن المواجهة رسمية ومصيرية للمنتخبين الجزائري والمغربي وأي تعثر سواء
لأشبال بن شيخة أو رفقاء الشماخ يعني بنسبة كبيرة الابتعاد عن سباق التأهل
لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، إلا أن ذلك لم يمنع السلطات المغربية من تخصيص
أحسن استقبال للوفد الجزائري وبطريقة أثبتت، كما قال اللاعبون، أن عباراة
أشقاء التي يرددها المغاربة ليست نفاقا بل حقيقة بالنظر إلى ما حدث منذ أن
وطأت أقدام الجزائريين مراكش، ليذكر غالبية العناصر فيما بينهم على واجب
الإعتراف بالجميل وعدم نسيان ذلك خاصة في التصريحات لمختلف وسائل الإعلام
ليعلم الشعبين أنه من الآن فصاعدا سيستقبل كل طرف نظيره مثل الملوك.
“لا عذر لنا الآن تى لا نكون في الموعد ونحرز الفوز“
حديث
العناصر الوطنية في اليومين الأخيرين أي منذ وصولهم إلى مراكش لم يتمحور
فقط على فرحتهم بالإستقبال الجيد للوفد الجزائري وشكرهم الجزيل للمغاربة
على ذلك، بل تحول اللاعبون بعد ذلك للحديث عن المواجهة وضرورة الظفر
بالنقاط الثلاث خاصة أن كل الظروف مواتية لذلك، ولا يمكن لأحد أن يتحجج بأي
عامل خارجي قد يؤثر فيهم ويحول دون أداء مباراة في المستوى وتحقيق الهدف
المنشود من التحضير الجيد الذي قام به “الخضر“ في “لامانڤا كلوب“، وهو ما
جعل زياني ورفاقه يرددون عبارة: “لا عذر لنا الآن حتى لا نفوز بهذه
المواجهة لأن كل الظروف مواتية لذلك“.
بن شيخة يطلب منهم الآن نسيان كل شيء والتفكير في 90 دقيقة
ودائما
في هذا السياق لا يريد المدرب الوطني أن ينسى لاعبوه هدفهم الذي يريدون
تحقيقه سهرة غد السبت، إذ ظلّ عبد الحق بن شيخة يؤكد لأشباله أن المنتظر
منهم هو الـ 90 دقيقة ليس قبل ولا بعد هذه المدة مركزا على التفكير من الآن
في ما سيقدمه كل لاعب فوق أرضية الميدان مع نسيان كل العوامل الأخرى مثل
الحرارة والجمهور، التحكيم... إلخ من العوامل الذي ظلّ بن شيخة يعتبرها
هامشية، إذ وجدنا أن أوجه اللاعبين بدأت في التغيّر نوعا ما مقارنة بما
كانوا عليه في “لامانڤا كلوب“ وهذا طبيعي باقتراب ساعة الحقيقة.
حضور الجالية الجزائرية بقوة زادهم تحفيزا
و
لعل أهم ما زاد اللاعبين تحفيزا وإصرارا على عدم تخييب آمال الجزائريين هو
تواجد عدد هائل من أفراد الجالية الجزائرية هنا في مراكش، إلى درجة أنهم
خلقوا أجواء رائعة عند وصول “الخضر“ وهو ما جعل اللاعبين يشعرون بأنهم في
بلدهم ويعوّلون كثيرا على إهدائهم فوزا يعيد “الخضر“ إلى السكة الصحيحة
نهائيا بعدما تمكنوا من الإطاحة بالمغاربة في عنابة لتكون هذه المواجهة
للتأكيد باحتلال ريادة ترتيب المجموعة وقطع خطوة عملاقة نحو التأهل إلى
نهائيات كأس إفريقيا.
أشبال “الجنرال“
يريدون الذهاب في عطلة في قمة السعادة
وظهر
لاعبو “الخضر“ منذ وصولهم إلى مراكش في قمة التركيز وهناك منهم من ينتظر
المواجهة بفارغ الصبر لأن الجميع يريد أن يعطي كل ما عنده في هذه المواجهة
التي تعد الأخيرة لكل أشبال بن شيخة ما عدا مبولحي الذي يبقى مرتبطا
بمباريات البطولة الروسية، لذا أكد لنا الجميع أن البقاء لمدة أسبوعين في
التحضير لهذا اللقاء يجب أن لا يذهب سدى، خاصة أن كل لاعب يريد أن ينهي
الموسم بفوز مع “الخضر” ليذهب في عطلة وهو في قمة السعادة قبل العودة
للتحضير لموسم جديد