إلتحق المئات من أنصار منتخبنا الوطني بمدينة
مراكش قبل يومين فقط من موعد اللقاء، وصنعوا فرجة كبيرة في أكبر شوارع
مراكش على غرار شارع الأمراء، ساحة “جامع الفنا”، شارع ڤيليز وغيرها
من الشوارع الشهيرة هنا بمراكش.
ومن خلال التقائنا بمختلف هذه
الجماهير، وقفنا على أن حمى الداربي في تصاعد مستمر من خلال الأهازيج التي
يرددها الأنصار، فيما لم يتعود سكان مراكش على قدوم جماهير من بلدان
أجنبية، بحكم أن مدينتهم لم تستقطب مباريات كبيرة من قبل. وللأمانة فإنه لم
تحدث أي تجاوزات لحد الآن والجميع هنا يحتفل بطريقة عادية سواء من الجانب
المغربي أو حتى من جانب أنصارنا، الذين تنقلوا من مختلف أرجاء الوطن وهناك
حتى من قدم من مختلف دول العالم (الجالية الجزائرية التي تقطن بالخارج).
المطار تُزيّن بالألوان الوطنية
وتزيّن
مطار “المنارة” لـ مراكش بالألوان الوطنية عند استقبال وفد المنتخب
الوطني، لما جاء من مدينة أليكانت الإسبانية، وصنع ذلك الحماس أجواء غير
اعتيادية في المطار الذي يعج بالسياح، الذين أعجبوا بالأجواء التي كانت
سائدة خاصة أن أنصارنا قدموا صورة مشرفة عن الجزائر. وهو الأمر الذي يستحق
الإشارة سواء في تعاملهم مع سكان المدينة، عمال المطار، رجال الشرطة أو
غيرهم من الأشخاص الذين كانوا متواجدين هناك، وحتى لما لم تسمح السلطات
للأنصار بالدخول إلى القاعة الشرفية فضلوا الانتظار وترديد أغاني المنتخب
الوطني حتى خرجت حافلة الخضر، فالعلامة الكاملة لأنصارنا الذين تنقلوا إلى
مراكش.
المغاربة والجزائريون بشعار ‘’خاوة خاوة فـي مراكش ... ماشي عداوة’’
وأهم
ما لفت انتباهنا خلال جولاتنا هنا بشوارع مدينة مراكش، هو الشعارات التي
كان يرددها المناصرون الجزائريين المنادية للأخوة بين الشعبين، على غرار
عبارة «خاوة خاوة في مراكش.. وماشي عداوة» التي استحسنها الكثيرون. وحتى
الجماهير المغربية التي كانت تحتفل هي الأخرى رددت هذه الشعارات في أجواء
أخوية رائعة، تؤكد الأخوة الموجودة بين الشباب الجزائري والمغربي الذي شاءت
الصدف أن يلتقي مجددا هنا بمدينة مراكش عاصمة النخيل.
التذاكر الخاصة بالجزائريين نادرة
وتبقى
ندرة التذاكر الخاصة بالمباراة النقطة السوداء هنا في مراكش، ففيما تحصل
العديد من المناصرين الجزائريين على هذه التذاكر، فإن الغالبية لم تتحصل
عليها وبحثت عنها في السوق السوداء لكن دون جدوى، لأن المدرجات التي سيجلس
فيها جماهيرنا تتطلب تذكرة باللون الأزرق، ومكتوب عليها تذاكر للجماهير
الجزائرية، فيما وجدنا عدة تذاكر خاصة بالجماهير المغربية لكنها باهظة
الثمن ومن الصعب اقتناؤها والدخول بها إلى المنطقة الخاصة بأنصار الخضر.
لا دخول بجواز السفر
وانتشرت
بعض الإشاعات التي تقول إنه سيسمح للجماهير الجزائرية التي ليس بحوزتها
تذاكر المباراة، أن تدخل إلى الملعب عن طريق عرض جواز السفر الجزائري أمام
مدخل الملعب الخاص بالجماهير الجزائرية. لكن حسب مصدر مطلع من السفارة
الجزائرية هنا بالمغرب، فإنه لن يتم الدخول بجواز السفر، وفقط من بحوزته
التذكرة هو الذي سيدخل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحرم العشرات من الدخول
إلى ملعب مراكش الكبير ومناصرة منتخبنا الوطني.
البعض سيدخل مع الجماهير المغربية
تأسف
الكثير من أنصار «الخضر» الذين التقينا بهم خلال جولتنا على أنهم لن
يتمكنوا من الدخول إلى المدرجات الخاصة بالجماهير الجزائرية المتواجدة فوق
المنصة الشرفية، ولكنهم لم يجدوا حلا آخر غير اقتناء تذاكر عادية من السوق
السوداء، فيما سيجلسون في المدرجات الخاصة بالجماهير المغربية. وهو الأمر
الذي يشكل خطرا عليهم، لكنهم أكدوا لنا أنهم مستعدون للقيام بكل شيء من أجل
التواجد في الملعب، ولو وصل بهم الأمر إلى حد الجلوس مع الأشقاء المغاربة
في المدرجات الخاصة بهم.
السوق السوداء بلغت ذروتها
بلغت
السوق السوداء هنا بمراكش ذروتها، حيث تجد تذكرة خاصة بالجماهير المغربية
بأثمان باهظة وصلت إلى 150 أورو فأكثر، أي ما قيمته مليوني سنتيم بالعملة
الجزائرية، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون جريمة وانتهاك لحقوق الإنسان،
لأنه من غير المعقول أن تتم عملية بيع التذاكر خفية ثم يعاد بيعها في السوق
السوداء بعشرات الأضعاف، حتى يتم حرمان الآلاف من اقتنائها والتنقل إلى
الملعب لمتابعة المباراة المرتقبة بين منتخبنا الوطني ونظيره المغربي.
الجماهير المراكشية في قمّة الغضب
ومن
جهتها، فإن الجماهير المراكشية توجد في قمة الغضب بحكم أن الكثيرين لم
يتحصلوا على تذكرة للدخول إلى الملعب، وتوعّد الأنصار هنا بمراكش الجامعة
المغربية لكرة القدم بالتنقل إلى الملعب يوم المباراة دون تذاكر، والغرض من
ذلك القيام بأعمال الشغب احتجاجا على حرمانها من تذاكر المباراة، وعدم
التمكن من مشاهدة نجوم الفريقين في مدينة مراكش، في الوقت الذي تم تفضيل
جماهير مدينتي الدار البيضاء والرباط على حد قولهم.
‘’وان، تو، ثري... فيفا لا لجيري’’ أعجبت الأجانب
كان
أنصار المنتخب الوطني الموجودين هنا بمدينة مراكش يرددون مختلف الأغاني
الجزائرية المرتبطة بالمنتخب الوطني، وعلى رأسها ‘’وان، تو، ثري... فيفا
لالجيري’’، وهي العبارات التي لفتت انتباه الأجانب كثيرا ونالت إعجابهم.
على غرار عجوز ألمانية ظلت تأخذ عدة صور تذكارية، وتردد تلك العبارة التي
أعجبتها كثيرا ونفس الشيء بالنسبة للكثير من السياح الذين تغصّ بهم مدينة
مراكش السياحية، وهم الذين يأتون إليها من شتى بقاع العالم.
شرفات الفنادق زُيّنت بالرايات الوطنيـة
وما
فلت انتباهنا أيضا هنا بمدينة مراكش في اليومين الأخيرين، أن الرايات
الوطنية أصبحت موجودة في مكان تتنقل فيه بهذه المدينة التي تتواجد فيها
المئات من الفنادق، التي زيتن شرفاتها بالراية الوطنية، التي حملها كالعادة
المناصرون الذين تنقلوا إلى هنا، وهو ما أعجب به كثيرا سكان مراكش.