ماذا حدث في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم؟ الجواب بسيط:
برشلونة الإسباني يقدم مستواه المعهود ويفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف،
ومانشستر يونايتد الانكليزي يلعب بلا خطة دفاعية محكمة أو تحفظ زائد..
فيخسر.
ويظهر واضحا أن المدرب الاسكتلندي العجور الكس فيرغسون احتكم
لصلابة عقله وعناده، وقرر مواجهة برشلونة بكبرياء الند للند، فدفع الثمن
غاليا، خصوصا وأن سير المباراة من الناحية الفنية يؤكد أن مانشستر يونايتد
لم يتعلم من درس نهائي روما 2009، كما لم يقتنع "السير" على ما يبدو بطريقة
المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الدفاعية مع ريال مدريد والذي خرج على يد
برشلونة في نصف النهائي ربما بأخطاء تحكيمية أكثر منها فنية.
وتحدثت تسريبات إعلامية من مصادر مختلفة عن مكالمات هاتفية جرت بين
فيرغسون ومدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو حول أفضل الطرق لإيقاف المد
البرشلوني، خصوصا وأن مورينيو نجح العام الماضي مع انتر ميلان الإيطالي في
ذلك، كما كاد أن يفعلها هذا الموسم مع ريال مدريد، بيد أن الطريقة التي
انتهجها مورينيو لتحقيق ذلك لم تقنع على ما يبدو المدرب الاسكتلندي العجوز،
فقرر المغامرة حفاظا على كبريائه المهدور على عشب ويمبلي في قلب العاصمة
لندن وأمام الجماهير الانكليزية.
خوف من الإعلام والجماهير ولا شك أن فيرغسون فضل الخسارة "واقفا"، على السقوط تحت سكين النقد
الذي تعرض له مورينيو، خصوصا عندما اتهم المدرب البرتغالي بأنه يقتل اللعب
الجميل بأسلوبه الدفاعي، كما يدفع لاعبيه للخشونة الزائدة والتي تجعل
المباراة أشبه بحلبة مصارعة، رغم أن لاعبي برشلونة لم يكونا حملانا وديعة،
وبرعوا في التمثيل واكتساب تعاطف الحكام ولا سيما "الساذجين" منهم.
وفكر فيرغسون كثيرا في تقديم مباراة هجومية تجعل من فريقه رمزا
للقوة وبما يليق باسم "الشياطين الحمر" وذلك إرضاء لملعب ويمبلي العريق
والجماهير العريضة التي حضرت اللقاء والإعلام الإنكليزي الذي لم يكن ليرحمه
لو خسر وهو يلعب مدافعا.
من يقدر على برشلونة نقول بكل أمانة أن فريق برشلونة يقدم أداء لا يقارع على المستوى
الخططي والمهاري في عالم كرة القدم الحديثة، ولكن الفريق الوحيد الذي كان
قادرا على قهر برشلونة لا بعض التفاصيل الصغيرة هو الغريم التقليدي ريال
مدريد تحت إدارة المدرب الداهية والوقعي في نفس الوقت البرتغالي جوزيه
مورينيو.
وكم كان واضحا أن مورينيو قد اهتدى للأسلوب التكتيكي الكفيل بإبطال
مفعول السحر الكتالوني، خصوصا بعد الدرس القاسي الذي تلقاه في ذهاب
الليغا، والخماسية التي لا تزال عالقة في الأذهان، فاستطاع الريال إيابا
وبعشرة لاعبين فقط تحقيق التعادل أمام برشلونة 1-1 ثم تفوق مورينيو في
نهائي الكأس 1-صفر، وهي البطولة الوحيدة التي سرقت من برشلونة هذا الموسم.
وعندما تواجه برشلونة مع الريال في الدور نصف النهائي لدوري أبطال
أوروبا كان تكتيك مورينيو يسير على خير ما يرام في سنتياغو برنابيو "ذهابا"
لولا طرد بيبي ثم طرده على التوالي وتسجيل ميسي لهدفين متتاليين، كما يعلم
الجميع ما حصل في نيوكامب إيابا بعد إلغاء هدف صحيح قبل التعادل 1-1.
وربما يكون موعد الكلاسيكو الجديد على كأس السوبر الإسبانية فرصة
جديدة، إما لتأكيد سطوة برشلونة الذي لا يقهر أو نجاعة تكتيك الداهية
البرتغالي.