- خاص (يوروسوبورت عربية)
انتهت سلسلة المباريات التي جمعت ريال مدريد وبرشلونة في المسابقات
الثلاث - الكأس المحلية، والليغا ودوري الأبطال- وانتهت معها الإثارة التي
كانت متوقعة لكنها لم تحدث.
الإثارة انتهت والمشاكل انتهت والحرب الكلامية شارفت على الانتهاء
بعد أن انشغلت أروقة وسائل الإعلام والأندية وأروقة الاتحاد الدولي
والاتحاد الأوروبي بالأحداث التي صاحبت المباريات من اتهامات بانحياز
الحكام واليويفا لبرشلونة.
ونستطيع بعد التأمل في المباريات الأربع التي جرت وما سبقها وما
تلاها من أحداث، إضافة إلى التحليل الفني لمجرياتها داخل المستطيل الأخضر
لاستخلاص الكثير من الدروس.
الدرس الأول: مورينيو عد إلى إيطاليا رغم الفوز بكأس الملك للمرة الأولى منذ 17 عاماً، والوصول إلى نصف
نهائي البطولة الأوروبية واحتلال المركز الثاني إلا أن النهج الدفاعي الذي
يسلكه المدرب البرتغالي في المباريات الكبيرة لا يعجب الجماهير الملكية
خصوصاً وجماهير الكرة عموماً، وهو يثبت يوماً بعد يوم أنه مدرب مناسب جداً
للكرة الإيطالية وليس الإسبانية.
الدرس الثاني: جماعة واحدة تنتصر على الأفراد الكثر تميز الفريق الكاتالوني هذا الموسم - كما في المواسم السابقة -
بالأداء الجماعي، فبخلاف ميسي وتشافي يمكن مشاهدة العديد من لاعبي الفرق
الأخرى بنفس مستوى بقيى اللاعبين الكاتالونيين وربما يفوقونهم في بعض
الأحيان، إلا أن النهج الجماعي في اللعب يمنح الفريق قوة إضافية جعلته يصول
ويجول في الملاعب الأوروبية.
الدرس الثالث: غوارديولا مدرب عادي رغم تحقيقه سداسية تاريخية في موسمه الأول، ومواصلته لحصد الألقاب
والإنجازات، إلا أن المدرب الكاتالوني لا يظهر قدرات فنية وتكتيكية كبيرة
في المباريات، فهو يلعب كل المباريات بنفس الخطة وبنفس التشكيلة، ومن حسن
حظه أنه يملك لاعبين مثل ميسي وتشافي وإنييستا قادرين على تسجيل الأهداف
وصناعتها وحصد النقاط.
وستكون أفضل طريقة للتأكد من هذه "الفرضية" أن ينتقل بيب ليدرب
فريقاً عادياً، وأن يصنع منه فريقاً قوياً، كأن يذهب للدوري الإيطالي ويدرب
روما (كما يتردد) وأن يحصد معه الدوري أمام ميلان وانتر.
الدرس الرابع: رونالدو يتراجع وميسي يتقدم أدت طريقة لعب كل من مورينيو وغوارديولا إلى سطوع نجم ميسي في
مقابل أفول نجم رونالدو، فالنجم الأرجنتيني يواصل تحطيمه للسجلات وكسر
الأرقام، فيما بات اللاعب المرعب رونالدو مطالباً بدور دفاعي مقيت مع
مواطنه مورينيو.
الدرس الخامس: برشلونة وريال لا تتواجها كثيراً لطالما كانت مواجهة الفريقين في الدوري ذهاباً وإياباً مناسبة
ينتظرها عشاق الكرة حول العالم، لما كان فيها من قوة وجمال، إلا أن ما حصل
في المباريات الأربع الأخيرة من "معارك" وبسبب الطرق التكتيكية التي اتبعت
في المباريات قللت من روعة المواجهات والوهج الذي يصاحبها، وحفاظاً على ذلك
الشغف الذي كان يملأ عيون الجماهير يجب عدم لقاء الفريقين أكثر من مرتين
في العام.