- خاص (يوروسبورت عربية)
إذا كانت مهنة التدريب مهنة ذوي القلوب القوية، فمن المؤكد أن
الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال هو صاحب القلب الحديدي في الدوري
الإنكليزي وربما في العالم كله، بعد الأهوال التي عاشها مع فريقه في
العديد من مبارياته هذا الموسم.
فالمدير الفني الفرنسي شاهد فريقه وهو يفشل في الحفاظ على تقدمه أو
تعادله في الدقائق الأخيرة هذا الموسم 10 مرات كاملة هذا الموسم، إضافة
إلى فشله في الحفاظ على انتصارات عريضة للتحول إلى تعادلات بطعم الهزيمة.
وسقط آرسنال خلال الدقائق الأخيرة في فخ الخسارة أمام توتنهام
وبولتون وسبورتنغ براغا البرتغالي وبرمنغهام في كأس المحترفين، فيما فشل في
الحفاظ على فوزه أمام توتنهام ونيوكاسل وليفربول وويغان وسندرلاند ولييتون
أورينت في كأس الاتحاد الإنكليزي.
المباريات تبدأ في الـ75 وتدلل الإحصائيات على أن الفريق اللندني ربما يلعب مباريات في
الربع ساعة الأخير منها، حيث أحرز 16 هدفا، لكن شباكه اهتزت خلالها 10 مرات
دفعة واحدة، وهذا كثير بالنسبة لفريق كان ينافس على لقب الدوري حتى
الأسابيع الأخيرة.
كما أنه بذات الطريقة خسر نهائي كأس المحترفين أمام برمنغهام عندما
تلقت شباكه هدفا في الدقيقة 89، وهو الهدف الذي كان له طعم المرارة
المضاعفة في حلق فينغر، حيث كان يأمل في إنهاء سنوات فريقه العجاف.
نيوكاسل وتوتنهام لكن إذا كان هدف برمنغهام هو الأكثر مرارة، فإنه فينغر مر بأهوال
أشد قوة من هذا الهدف خلال الموسم الحالي، ويكفي ذكر اسمي نيوكاسل وتوتنهام
أمام المدرب الفرنسي، لنرى مدى تأثيرهما على انفعالاته.
فبغض النظر عن حصول "المدفعجية" على نقطتين فقط من الفريقين هذا
الموسم، وبغض النظر عن خسارته أمام كليهما بملعبه وبين جماهيره، فإن كليهما
أذاقه الأمرين في طريقة اقتناصهما للنقاط.
ففي مباراة نيوكاسل بـ"سانت جيمس بارك"، تقدم آرسنال برباعية نظيفة
في 26 دقيقة فقط! هل يمكن تخيل أن مثل هذه المباراة لن تنتهي بفوز ساحق
للمدفعجية؟! لكن أصحاب الأرض استغلوا التراجع الشديد في أداء الضيوف، ودكوا
شباكهم بأربعة أهداف متتالية، منهم هدفان في الدقيقتين 83 و88.
أما توتنهام، فأصاب فينغر بعقدة حقيقية هذا الموسم، ففي مباراة
الذهاب باستاد الإمارات تقدم آرسنال بهدفين نظيفين في 27 كما هي العادة،
لكن في الشوط الثاني رد السبرز بتسجيل ثلاثية متتالية، آخرها جاء في
الدقيقة 87، وهي المباراة التي قال عنها فينغر: "كلما أنظر إلى إحصائيات
المباراة، لا أصدق أنني خسرتها!".
وفي العودة بوايت هارت لين، كان ينتظر آرسنال مصير ذاته تقريبا،
حيث تقدم 3-1 على منافسه (هذه المرة في 40 دقيقة)، لكنه فشل كالعادة في
الحفاظ على تفوقه بهدفين، فتعادل وكاد أن يخسر في الدقائق الأخيرة لولا
العناية الإلهية.
ليفربول الزلزال وبولتون رصاصة الرحمة ولا ننسى مباراة بولتون التي قضت فعليا على آمال آرسنال في
المنافسة، بهدف تلقته شباك الفريق في الدقيقة 90، والطريف أن الفريق
اللندني سقط أمام منافسه المتواضع في وقت كان الفوز فيه يبقيه داخل
المنافسة، فيما تغلب على البطل مانشستر يونايتد في الجولة التالية!
ويبقى أكثر الأهداف التي تلقتها شباك آرسنال تأخرا هدف التعادل
الذي أحرزه ليفربول في الدقيقة الحادية عشرة من الوقت المحتسب بدلا من
الضائع، وهي المباراة التي زعزعت استقرار الفريق في المنافسة.
وحتى دوري الأبطال، فإن الفريق سقط أمام سبورتنغ براغا البرتغالي
وصيف الدوري الأوروبي خلال دوري المجموعات، بهدفين في الدقيقتين 84 و90!
أسباب واضحة وفينغر يرفض التهويل ويرى الكثيرون أن مشاكل آرسنال سببها ينبع من نقص الخبرة داخل
الفريق، وعدم قدرة اللاعبين على التكيف مع الضغوط، والأخطاء الدفاعية
المتكررة، إضافة إلى عدم قدرة الفريق على الدفاع ككتلة واحدة.
مع ذلك، فإن فينغر لا يرى الأمر وكأنه ظاهرة ويرفض إلقاء اللوم على
نقص الخبرة، حيث يقول: "الفريق حصد خبرة رائعة في الفترة الأخيرة. متوسط
الأعمار 23 لكن من ناحية الخبرة 26 أو 27 عاما. أعطيتهم الفرصة للعب مبكرا،
ولست نادما على ذلك".
وسواء كان فينغر نادما أم لا، فإن سياسة فينغر بالاعتماد على
الصغار قد أثبتت فشلها في اقتناص الألقاب، وبات عليه أن يتبنى سياسة أخرى،
قبل أن يرفع له الجمهور شعار "إرحل يعني إمشي".