مبكرا وقبل الجميع، بدأ ريال مدريد الإسباني تدعيم صفوفه مبكرا للموسم الجديد وذلك بعدما أعلن تعاقده مع لاعب الوسط التركي الشاب نوري شاهين قادما من نادي بوروسيا دورتموند الألماني.
وبات شاهين ثالث لاعب يضمه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى كتيبة الفريق الملكي، بعد الثنائي الألماني مسعود أوزيل وسامي خضيرة، الذي تعاقد معهما في الصيف الماضي.
لكن التعاقد مع شاهين الذي يلعب في مركز لاعب الوسط يثير الكثير من التساؤلات حول طريقة اللعب التي ينوي مورينيو تطبيقها الموسم القادم.
أدوار مختلفة
ففي حين يقوم شاهين بدور لاعب الوسط الكلاسيكي، فإن مورينيو يفضل الاعتماد على لاعبين في خط الوسط الدفاعي (بين الوسط والدفاع) عادة ما يقوم بدورهما خضيرة وشابي ألونسو، وصانع ألعاب بين الوسط والهجوم عادة ما يكون أوزيل.
ويقوم خضيرة بدور "قاطع الكرات" أو صخرة خط الوسط، حيث يكون دوره بصفة أساسية تحطيم هجمات المنافسين وقطع الكرة وتسليمها إلى زملائه، لكنه يعاني من ضعف الأداء الهجومي ونقل الهجمات المدريدية إلى الأمام.
أما شابي ألونسو، فيلعب دور "صانع الألعاب المتأخر"، الذي يفرض أسلوب أدائه على خط الوسط بامتلاك الكرة ولعب كرات طولية إلى المهاجمين والأجنحة (مثال: هدف بنزيمة في شباك خيتافي)، وهي التي يعتمد عليها مورينيو دائما، لاسيما أمام الفرق الكبرى مثل برشلونة.
وأخيرا فإن أوزيل يقوم بدور صانع الألعاب المتقدم، الذي يلعب خلف رأس الحربة، معتمدا على قدرته المتميزة في صناعة الأهداف، وإن كان عيبه الرئيسي لياقته البدنية المتواضعة والتي لا تمكنه من لعب مباراة كاملة بنفس المستوى.
كيف يلعب شاهين؟
ولكي يلعب شاهين في التشكيل الأساسي، فإنه سيكون على حساب واحد من اللاعبين الثلاثة في قلب خط الوسط، ما يعني أن مورينيو سيغير من طريقته حتما، إما بالاستغناء عن صانع الألعاب أو أي من لاعبي الوسط الدفاعي.
في الحالة الأولى، فسيلعب شاهين بدلا من أوزيل، حيث سيلعب ريال مدريد بطريقة 4-3-2-1، بثلاثة لاعبين في قلب الوسط على هيئة مثلث بدايته في وسط الملعب وقاعدته أمام خط الدفاع.
وسيستغل مورينيو قدرة شاهين على نقل الهجمة من الدفاع والهجوم وتمرير الكرة إلى الجناحين كريستيانو رونالدو أو أنخل دي ماريا. وسيجعل كونه في دائرة الوسط قريبا من ثنائي الوسط الدفاعي، ما سيزيد من قوة الوسط، وخاصة أمام المنافسين الذين يتميزون بوسط قوي مثل برشلونة.
فاعلية هجومية وديناميكية
أما في الحالة الثانية، فسيلعب شاهين بدلا من أحد لاعبي الوسط الدفاعي سواء ألونسو أو خضيرة، وذلك على حسب المنافسة والرغبة في الدور الذي يقوم به اللاعب التركي. إذ أن الأفضلية ستكون له في حالة الرغبة في زيادة الأداء الهجومي على حساب خضيرة الذي يفتقد للفاعلية الهجومية.
أما إذا أراد مورينيو مزيدا من الحركة والديناميكية في الوسط، فسيشرك شاهين بدلا من ألونسو الذي لا يتحرك كثيرا ويكتفي بقدرته على التمرير الطولي، ما سيعطي ريال مدريد زيادة لاعب في الجانب الهجومي.
وفي الأخير، فإن انضمام لاعب مثل شاهين - سواء شارك كأساسي أم كبديل - يزيد من الحلول التكتيكية للفريق المدريدي ويزيد من صعوبة التكهن بطريقة لعبه، ما سيضيف بعدا جديدا له، قد يكون سببا رئيسيا في إعادة لقب الليغا إلى العاصمة الإسبانية.