بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : بشرى لكنَّ من الله مع عباد الله الثابتين على الحق ، حيث يقول الله تبارك وتعالى :{ إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35.
يا بنت عائشَ يا أختـاً لفــاطمــة *** ذكرتنا عز عصـرٍ غاب وانصرما
لله درك في عصـر تعـجُّ بـــه *** مفاتن تأســـرُ الألبـابَ والحُلُمَـا
يا من حملت كتاب الله في زمـن *** تغزو الأغاني به الأشراف والخدما
إليـك مني كُليمَـاتٍ أسطـرها *** وربّ حامِلِ فهْــم للـذي فَهِمـــَا
إلى الأخت المتحجِّبة ، التي لم يزدها فساد الكثير من الفتيات إلا ثباتاً ورسوخاً كالطود الشامخ...
إلى الأخت الفاضلة الجميلة بحيائها، المريدة لرضا ربها، التي ما بدَّلت ولا غيَّرت
إلى سيدة النساء، وملكة جمال الأدب والحياء...
إلى الأخت المتحضرة المتقدمة في زمن الرجعيَّة إلى العري والفساد كما كانت نساء الجاهلية ...
أقول لكنَّ : جزاكن الله خيراً على ثباتكن ، وهنيئاً لكنَّ الثبات في زمن الغربة، والاصطفاف مع الحق وأهل الحق، فأنتنَّ شموس هذا الزمن ، وأنتنَّ اللواتي اقتديتنَّ بنساء الصحابة الفاضلات ، وأنتن اللواتي تجددن ما كان في عصر الصحابيات من الحياء والعفة والخلق الحميد، وأنتنَّ اللواتي لا تركنَّ إلى قول الشباب المعسول ، فلا يغرركن المظهر، ولا يعجزكن فهم المخبر، فبدينكن وتقاكن فهمتنَّ الجوهر... ولسان حال كل واحدة منكنَّ للشباب الفاسد المعاكس:
إليك عني إليك عني *** فلست منك ولست مني
إلا إنَّما سعادتكن بثباتكن ...
ألا أنَّ الله تعالى سيعلي لكنَّ درجاتكن...
فمزيداً من الصمود والثبات..
أختاه يا من ترتدي جلبابها *** مختارة من خيفة الرحمن
أختاه أنت البدر في غسق الدجى *** أختاه أنت عدوَّة الطغيان
أختاه سيري وفق نهج محمد *** كي تظفري بمراتب الإحسان
أختاه سيري لا تليني للعدا * فالحق منصور مدى الأزمان
أختاه إن الشمس في كبد السما *** تعطي أشعتها بلا استئذان
فالشمس أنت وهل يضيرك أنها *** قد أنكرت من سذَّج عميان
يا أخت الإيمان..
إنَّ عليك أن تجتهدي في إخراج هؤلاء النساء والفتيات المتبرجات من غفلتهنَّ ، فإنَّ هذا دور الفتاة الداعية إلى الله، أن تقوم بواجبها تجاه بنات جنسها، فإنَّ دعوة النساء بعضهن لبعض أقوى وأنفع وأتقى للقلوب من دعوة الرجال لهنَّ، فأين دوركنَّ في دعوة الفتيات في الجامعات والمدارس وغيره ؟ وأين محادثتكن لهنَّ؟ وأين تأثيركنَّ عليهنَّ؟ وأين المسؤولية الفرديَّة الدعويَّة التي ستسألون بها أمام ربكنَّ؟!
ألا من هبَّة لله ، وعزمة أبيَّة تُعدن فيها أحاديث رسول الله، وسراج هادي من كتاب الله تتلونه عليهنَّ، ومنار الهدى من حديث من جاء بخير الهدي محمد بن عبد الله تعلمن به بنات جنسكنَّ...
إنَّ الواجب الدعوي عليكنَّ خطير، فقد ثبت في الحديث الصحيح النساء شقائق الرجال) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
فما دام أنَّ الرجل ملزم بالنصيحة ، وما دام أنَّ الدين النصيحة، فهذا دوركن بالنصح لله ولإماء الله من الفتيات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة)، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال جرير بن عبد الله البجلي أحد الصحابة رضي الله عنهم : ( بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) أخرجه البخاري في صحيحه.
وطوبى لكنَّ وهنيئاً بهذه الهدية التي يهديها لكنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال : لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) أخرجه مسلم.
وقوله عليه الصلاة والسلام من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا يُنقَصُ من أجورهم شيئاً) أخرجه مسلم.
يا درة في سماء العز لامعة *** إن البغاة لفســّاق وفجَّار
هلمي فنصرة دين الله تجمعنا *** ولو لاقينا الذي لاقاه عمَّار.