تحولت أمس. أرضية ميدان ملعب أول نوفمبر بباتنة إلى ما يشبه ساحة حرب بين أنصار مولودية باتنة وشباب قسنطينة، مما أدلى إلى إصابة العشرات، من بينهم بعض عناصر الشرطة الذين حاولوا تفريق مشجعي الفريقين بعد أن اندلعت بينهم شرارة التصادم.
وكانت كل المؤشرات توحي بمباراة كبيرة بين مولودية باتنة وضيفه شباب قسنطينة في قمة الجولة الـ17 من بطولة القسم الوطني الثاني، غير أنه وقبل خمس دقائق من انطلاق المباراة، حدث ما لم يكن في الحسبان بعد نزول بعض أنصار مولودية باتنة إلى أرضية الميدان، حيث لحق بهم بعض أنصار شباب قسنطينة لتحدث بعدها مواجهات حادة بينهم، وحاولت عناصر الأمن التفريق بين المشجعين الهائجين، لكن الأمور تطورت بعد ذلك نحو الاسوأ بعد نزول إعداد اكبر من جماهير الفريقين، فحولوا أرضية الميدان إلى ساحة للموجهات استعمل فيها الحجارة والعصي مما أدلى إلى سقوط الكثير من الجرحى فاق عددهم الـ45 جريحا حسب تقديرات بعض المصادر الطبية. وامتدت بعدها شرارة المواجهات إلى المدرجات التي تحولت أيضا إلى مكان للصدام بين مشجعي الفريقين.
وبالموازاة مع نقل الجرحى على جناح السرعة إلى المستشفى، قامت عناصر الأمن باعتقال بعض الأنصار من الجانبين، في محاولة منها للسيطرة على الوضع، خاصة وأن أعداد الجماهير فاقت كل التوقعات. فبالإضافة إلى أنصار الفريق المحلي، شهد ملعب أول نوفمبر قدوم الآلاف من أنصار شباب قسنطينة الذين كانوا يمنون النفس للعودة بنتيجة إيجابية من أجل ضمان الصعود إلى البطولة المحترفة الأولى.
وفشلت مساعي مسؤولي الفريقين في تهدئة الأمور، حيث حاول الرئيس بولحبيب الحديث إلى أنصار شباب قسنطينة لحثهم على التعقل وضرورة ضبط النفس من أجل تفادي انزلاق الأمور أكثر، ونفس الأمر كان من جانب مولودية باتنة، غير أن ذلك لم يجد نفعا وكانت تلك المحاولات مثل الصرخة في واد.
وفي ظل تأزم الأمور، قام المنظمون بإخراج أنصار شباب قسنطينة من الملعب لتفادي الأسوأ، خاصة أن كل المؤشرات كانت توحي بتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباها بعدما تجاوزت الإحداث الجميع.
وبالنظر إلى خطورة ما وقع في المدرجات وأرضية الميدان، أقدم ثلاثي التحكيم على تأجيل المباراة بسبب استحالة لعبها بسبب الظروف التي أحاطت بها، كما دوّن الحكم زروقي وجود اجتياح لأرضية الميدان من قبل أنصار الفريقين وكذا وجود رمي للحجارة ومشادات فوق أرضية الميدان.
وينتظر أن تسلط الرابطة الوطنية لكرة القدم عقوبات صارمة على كلا الفريقين، بسبب خطورة ما وقع أمس، كما يحتمل أن تقر الهيئة المكلفة بتسيير البطولة الوطنية بخسارة كلا الفريقين مثلما كان عليه الحال الموسم الماضي بين أهلي البرج ومولودية الجزائر.