مقدمة
[/b] طارق الطيب محمد البوعزيزي (29 مارس 1984 - 4 يناير 2011)، هو شاب تونسي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد
لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات
المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق شرطية صفعته أمام الملأ.
[1] أدى ذلك لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي،
أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده. أضرم
على الأقل 27 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة
تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. إقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة
الفرنسية باريس
نشآته
محمد البوعزيزي (و يكنى ببسبوسة)
[2] هو شاب تونسي من عائلة تتكون من تسعة أفراد
[3] أحدهم معاق. كان والده عاملا في ليبيا وتوفي عندما كان يبلغ محمد من العمر ثلاث سنوات. تزوجت بعدها والدته من عمه
[4]. تلقى محمد تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح.
[5] واضطر لأن يعمل منذ العاشرة من عمره لأن عمه كان مريضاً ولا يستطيع العمل. وبعدها ترك المدرسة حتى يستطيع العمل لساعات أطول.
[6] تذكر عدة مصادر أنه يحمل شهادة جامعية و لكن أخته سامية قالت أنه لم ينه
دراسته الثانوية ولكن كان هذا مراده وكان يشجع أخواته على إكمال دراستهن.
[7] تقول والدة محمد أنه حاول التقدم للجيش و لكنه لم يوفق و تقدّم لعدة وظائف
أخرى دون أن يوفق بها أيضاً. كان محمد يعيل عائلته و يقبض حوالي 140$
شهرياً أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع سيدي بوزيد. تقول أخته سامية أنه كان ينوي شراء عربة لتساعده في عمله.
[
ذ.
الثورة الشعبية التونسية
مقال تفصيلي :الثورة الشعبية التونسية
أدى حادث محمد البوعزيزي إلى احتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي، يوم السبت 18 من كانون الأول/ديسمبر عام 2010م،
حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن.
المظاهرة كانت للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة
البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت
الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس
احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية
وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. حيث خرج السكان في مسيرات حاشدة
للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية.
أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي -الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة- على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية في 14 يناير 2011. وفي نفس اليوم أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك إستنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي،
[9] غير أن المجلس الدستوري قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وأعلن في اليوم التالي (السبت 15 يناير 2011) عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت
[10] وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفاته
الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يزور محمد البوعزيزي في المشفى في محاولة لتهدئة الاحتجاجات
كتب محمد البوعزيزي على الفيس بوك رسالة قبل أن يحرق نفسه قال فيها:
[11]<blockquote>
اللهجة التونسية:
مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا،
سامحيني إن كان عصيت كلام لأمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من
غير رجوع, يزي ما بكيت و ما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان
غدّار في بلاد الناس، أنا عييت و مشى من بالي كل اللي راح، مسافر و نسأل
زعمة السفر باش ينسّي محمد بو عزيزي
—محمد البوعزيزي
</blockquote>
توفي محمد البوعزيزي يوم الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني عام 2011م
عن عمر 26 سنة متأثراً بالحروق التي أصيب بها منذ 18 يوماً. وقال النقابي
وشاهد العيان كمال العبيدي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أن
أعداداً كبيرة من قوات الأمن "منعت باستعمال الضرب مشيـّعي الجنازة من
المرور أمام مقر المحافظة" بعد أن كان سالم -شقيق محمد البوعزيزي- قد أعلن
أن الجنازة ستمرّ أمام مقر الولاية.
[12][13] و قد شيع جثمانه الآلاف.
[14] وقد أعربت والدته عن شعورها بالفخر بما قام به ابنها وبالدور الذي لعبه في تحقيق التغيير في البلاد.
[15] تقليد تجربته
أضرم على الأقل 27 مواطناً عربياً (وذلك حتى تاريخ 2 فبراير 2011) النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. وقد أطلق بعض علماء الاجتماع والكتاب الصحفيون اسم "ظاهرة البوعزيزية"
[16] على الحوادث المتكررة التي تحمل نفس السيناريو. أمتدت هذه الظاهرة في عدة دول عربية. فقد أقدم شاب جزائري عاطل عن العمل يدعى "محسن بوطرفيف" على حرق نفسه يوم 15 يناير 2011 بعد أن رفض مسؤول محلي منحه وظيفة.
[17] وقد توفى بوطرفيف متأثرا بالحروق وأدى هذا الحادث إلى إقالة رئيس بلدية بوخضرة من قبل والي ولاية تبسة.
[18] كما أقدم كل من "سنوسي توات" و"عويشية محمد" وآخرون من الجزائر على إشعال النار في أنفسهم.
[19]كما قام مواطن مصري يدعى "عبده عبد المنعم حمادة" بإشعال النار في نفسه صباح يوم 17 يناير 2011 أمام مبنى مجلس الشعب المصري احتجاجا على إغلاق مطعمه.
[20] تكرر المشهد في اليوم ذاته ولكن بموريتانيا حيث أقدم رجل أعمال موريتاني يدعى "يعقوب ولد دحود" على إحراق نفسه داخل سيارته أمام مجلس الشيوخ الموريتاني احتجاجا على سوء معاملة الحكومة لعشيرته.
[21] [19] وقد لفظ ولد دحود أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى الذي كان يتعالج فيه بالمملكة المغربية بعد خمس أيام من الحادث.
[22]فيما لقي مواطن مصري عاطل عن العمل، يدعى "أحمد هاشم السيد"، مصرعه الثلاثاء 18 يناير 2011 في مدينة الإسكندرية متأثرا بجروحه بعد أن أضرم النار في نفسه احتجاجا على أوضاعة المعيشية.
[23] كما أضرم مصري أخر يعمل محاميا ويدعى "محمد فاروق" النار في نفسه أمام مجلس الشعب يوم الثلاثاء (18 يناير 2011) أيضا.
[24] كما توفي مواطن سعودي في الستينيات من عمره يوم 22 يناير 2011 بعد أن أضرم النار في نفسه في منطقة جازان ولم يتضح ما إن كان أقدم على ذلك مستلهما حادثة البوعزيزي.
[25] كما شهدت المغرب ثلاثة حالات إحراق للنفس وحدثت حالة أخرى في السودان أيضا.
[25] قائمة الذين قاموا بتقليده
محمد البوعزيزي يضرم النار في نفسه
-آخر تحديث في 25 فبراير 2011-الرقمالشخصالدولةمحل الإقامةتاريخ إحراق نفسهملاحظات
1 | أيوب حمدي [26] | تونس | أريانة | الأربعاء 5 يناير 2011 |
|
2 | محسن بوطرفيف [17] | الجزائر | بوخضرة | السبت 15 يناير 2011 | توفي الأحد 16 يناير 2011 [18] |
3 | عويشية محمد [19] | الجزائر | برج منايل | السبت 15 يناير 2011 |
|
4 | بوبكر بويدن [27] | الجزائر | جيجل | السبت 15 يناير 2011 |
|
5 | معامير لطفي [28] | الجزائر | الوادي | الأحد 16 يناير 2011 | توفي الجمعة 11 فبراير 2011 |
6 | سنوسي توات [19] | الجزائر | مستغانم | الأحد 16 يناير 2011 |
|
7 | حسن علي عقلة[29] | سوريا | الحسكة | الاثنين 17 يناير 2011 | توفي الأحد 23 يناير 2011 |
8 | يعقوب ولد دحود [21] | موريتانيا | تجكجة | الاثنين 17 يناير 2011 | توفي السبت 22 يناير 2011 [22] |
9 | عبده عبد المنعم حمادة [20] | مصر | القنطرة | الاثنين 17 يناير 2011 |
|
10 | طالب فرنسي[30] | فرنسا | مارسيليا | الاثنين 17 يناير 2011 |
|
11 | كريم بندين [31] | الجزائر | دلس | الثلاثاء 18 يناير 2011 | توفي السبت 22 يناير 2011 |
12 | محمد فاروق حسن [24] | مصر | القاهرة | الثلاثاء 18 يناير 2011 |
|
13 | سيد علي [32] | مصر | القاهرة | الثلاثاء 18 يناير 2011 |
|
14 | أحمد هاشم السيد [23] | مصر | الإسكندرية | الثلاثاء 18 يناير 2011 | توفي في نفس اليوم 18 يناير 2011[23] |
15 | محمد عاشور سرور [33] | مصر | القاهرة | الثلاثاء 18 يناير 2011 |
|
16 | سليم عبد الله العمراني[34] | اليمن | البيضاء | الأربعاء 19 يناير 2011 |
|
17 | حازم عبد الفتاح [35] | مصر | القاهرة | الأربعاء 19 يناير 2011 |
|
18 | مواطن مغربي [36] | المغرب | الدار البيضاء | الجمعة 21 يناير 2011 |
|
19 | مواطن سعودي [25] | السعودية | منطقة جازان | السبت 22 يناير 2011 | توفي في نفس اليوم 22 يناير 2011 [25] |
20 | مواطن مغربي [25] | المغرب | الصحراء الغربية | السبت 22 يناير 2011 |
|
21 | مواطن مغربي [25] | المغرب | بني ملال | السبت 22 يناير 2011 |
|
22 | الأمين موسى الأمين [37] | السودان | أم درمان | السبت 22 يناير 2011 |
|
23 | مواطن سعودي[38] | السعودية | الدمام | الاثنين 24 يناير 2011 |
|
24 | مواطن مغربي[39] | المغرب | الرباط | الأربعاء 2 فبراير 2011 |
|
25 | مراد رحو[40] | المغرب | بنجرير | الخميس 10 فبراير 2011 | توفي السبت 12 فبراير 2011 |
26 | عبد المنير عبد الله[41] | العراق | الموصل | الاثنين 14 فبراير 2011 | توفي في نفس اليوم 14 فبراير 2011 |
27 | عيسى عبد المجيد منصور[42] | ليبيا | الكفرة | الخميس 17 فبراير 2011 |
28 | باكور باكوم[43] | السنغال | داكار | الجمعة 18 فبراير 2011 | توفي في نفس اليوم 18 فبراير 2011 |
29 | عبد الله محمد قاسم[44] | اليمن | الضالع | السبت 19 فبراير 2011 | توفي الخميس 24 فبراير 2011 |
30 | فدوى العروي[45] (أنثى) | المغرب | الفقيه بن صالح | الإثنين 21 فبراير 2011 | توفيت في نفس اليوم 21 فبراير 2011 |
مواقف حول حرق النفس
لاقت تصريحات مفتي تونس، التي ركزت على حكم الشرع في تحريم الانتحار دون
أن تنوه إلى حكم الشرع في الفساد والظلم، استنكارا من عدد من العلماء
والكتَّاب
[46]. في حين دعا الشيخ القرضاوي بالرحمة لهذا الشاب، وقد تم تفسير دعاء الشيخ القرضاوي له بالرحمة بأنها تحليل لما أقدم عليه، مما حدا بالشيخ
إلى إصدار بيان يوضح فيه الأمر، ومن نصه: "إني أتضرع إلى الله تعالى
وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف
فيها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس، كما قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29]، ودعوت
الإخوة في تونس والمسلمين عامة: أن يدعوا الله معي، ويشفعوا عنده لهذا
الشاب الذي كان في حالة ثورة وغليان نفسي، لا يملك فيها نفسه وحرية إرادته،
فهو أشبه بحالة الإغلاق التي لا يقع فيها الطلاق، "لا طلاق في إغلاق"".
رواه أحمد)
[47]. كما دعا المستشار محمود الخضيري المواطنين بالموت في المظاهرات وليس بالانتحار
[48]، في دعوة منه للمطالبة بالحقوق من خلال التظاهر وليس بإحراق النفس.
تخليد ذكراه
رفض سالم أخو محمد البوعزيزي عرضان من رجلي أعمال خليجيين لشراء عربة شقيقه التي كان يبيع عليها الفواكه بلغ أحداهما 20 ألف دولار أمريكي.
فقد أكد سالم وهو الذي يعمل نجاراً "مستحيل أن أبيع العربة، ليفهم الجميع
إنها ليست للبيع، أريد أن احتفظ بها كذكرى من أخي"، لكن ما قد يقبل به في
يوم ما "هو أن يتم وضعها في احد الساحات كمعلم" في مدينته.
[49]ترجمت المطربة التونسية أمال مثلوثي كلمات أغنية "لك هذا" للمطربة الأمريكية جوان بايز للغة العربية في 18 يناير 2011 مُطلقة عليها اسم للبوعزيزي وغنتها تكريما له.
[50] أما في فرنسا، فقد أعلن بيرتراند ديلانو -عمدة العاصمة الفرنسية باريس- في 4 فبراير 2011 عن إقامة تمثال تذكاري تخليداً للبوعزيزي. وقال ديلانو أنه سيعمل على إطلاق اسم البوعزيزي على أحد ميادين باريس، لأن هذا الشاب "يعد رمزاً لكفاح تونس م