من الصعب أن تحكم على الشخص من أول نظرة دون الحديث معه أو الاحتكاك به
ومعاشرته ومعرفة مبادئه وطريقة تفكيره لأنك إن حكمت عليه من النظرة فقط
سيكون حكمك قاصرا ظالما ويفتقر إلى الحكمة كما أنه لايكفي أن تكتفي بمجرد رأيتك
لتعامله اليومي مع الناس أو إلتزامه بأدائه لشعائره الدينية كالصلاة مثلا في المسجد
فالكثير من الناس يكتفون بهذه النظرة لكي يكونوا إنطباعا وموقفا محددا من شخص معين
وأرى أنها نظرة تفتقر للحكمة والموضوعية إذ يمكن للشخص أن يتفنن في خداع الناس السذج
بهذه الطريقة والسلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على وعي كبير بهذه القضية
فعمر بن الخطاب عندما طلب أن يرشح له شخص يؤتمن على جمع أموال الزكاة رشح أحد الحاضرين
رجلا على أساس معرفته به فقال له عمر رضي الله عنه هل هو جارك قال : لا فقال هل سافرت معه
قال : لا فقال هل أقرضته مال قال :لا فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعلك رأيته يذهب إلى المسجد
فقال نعم فقال له عمر إذهب فإنك لا تعرفه .هل رأيتم عبقرية عمر ووعيه الكبير بكيفية تقييم الناس
فالجار أكثر الأشخاص قدرة على معرفة جاره لإحتكاكه اليومي به , كما أن السفر في تلك الحقبة الزمنية
كان يستمر لمدة شهر أو شهرين وهذه المدة تخول لك التعرف على الشخص بشكل أعمق فهو لن يستطيع أن يمثل عليك وينافقك طوال تلك المدة
كما أن الدينار والدرهم من أفضل الوسائل التي يمكن أن تمتحن بها معدن الرجال وتعرف مدى