=ماهي النفس ؟؟
ما هي النفس؟؟وهل هي جزء من أجزاء البدن؟؟أو جسم مساكن له مودع فيه؟؟وهل الأمارة واللوامة والمطمئنة نفس واحده؟؟أم هي ثلاثة أنفس؟؟وهل تموت الروح؟؟أو البدن وحدة؟؟
قد أجمعت الرسل على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مدبرة ..
وأتفق أهل السنة والجماعة أنهل مخلوقة والدليل:قوله تعالى:{الله خالق كل شيء}..فهي ليس صفة من صفاته و إنما هي من مصنوعاته ومنها قوله تعالى:{هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}..والإنسان اسم لروحه و جسدة ..
فروح توصف بالوفاة والقبض و الإمساك والإرسال والموت ..
واختلف في الروح:ما هي فقيل:هي جسم وقيل :عرض وقيل:لا ندرى ما روح الجوهر أم عرض ؟؟وقيل :هي الدم الصافي الخالص من الكدرة وقيل :هي الحرارة الغريزية..
ما تفق عليه الكتاب والسنة و إجماع الصحابة وأدلة العقل:أن النفس جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ,وسريان الدهن في الزيتون,والنار في الفحم,و إذا فسدت هذه بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها,وخرجت عن قبول تلك الآثار فارقت الروح البدن,وانفصلت إلى عالم الأرواح,لقوله تعالى:{الله يتوفى الأنفس حين موتها}ففيها الإخبار بترفيها و إمساكها و إرسالها لقولة تعالى:{ولوتري إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم}ففيها الإخبار بتوفي النفس با ليل وبعثها إلي أجسادها بنهار{الموت أصغره}لقولة تعالى:{و الذي يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه}..
وقال الله تعالى:{يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}ففيها وصف بالرجوع والدخول والرضى وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:{ان الروح إذا قبض تبعه البصر}وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-{نسمة المؤمن طائر يعلق في شجرة الجنة}..
وقد اختلف الناس فهل تموت الروح أم لا؟؟
فقالت طائفة:تموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت ولقولة تعالى:{كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
وقال آخرون:لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء و إنما تموت الأبدان ..والصواب ان يقال :موت النفس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فهي ذائقة الموت وقد اخبرنا الله تعالى في قوله :{لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد..وفي قولة تعالى:{كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم}انهم كانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب آبائهم وفي ارحم أمهاتهم ثم أحياهم بعد ذلك ثم أماتهم ثم يحييهم يوم النشور وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة إذا جاء الله لفصل القضاء و أشرقت الأرض بنوره وليس ذلك بموت وكذلك صعق موسى عليه السلام لم يكن موتا ,والذي يدل علية ان نفخة الصعق- والله أعلم –موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق ,و أما من ذاق الموت , أولم يكتب علية الموت من الحور والولدان وغيرهم,فلا تدل الآية علي انه يموت موته ثانية..- والله اعلم-..
قولة وبعذاب القبر لمن كان له أهلا وسؤال منكر ونكير في قبرة عن ربة ودينة و نبية على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله – صلي الله علية وسلم-,وعن الصحابة رضوان الله عليهم .والقبر روضة من رياض الجنة ,أو حفرة من حفر النيران).
قال الله تعالى:{وحاق بال فرعون سوء العذاب.النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب}..وقال الله تعالى:{فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون.يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولاهم ينصرون .وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك .ولكن أكثرهم لا يعلمون}..وهذا يحتمل ان يراد به عذابهم بالقتل وغيرة في الدنيا وان يراد به عذابهم في البرزخ وهو اظهر لان كثيرا منهم مات ولم يعذب في الدنيا أو المراد اعم من ذلك ..
والله اعلم..
المرجع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك..