أعرابي
خلفَ إمامٍ فقرأ الإمام : ﴿ألم نهلك الأولين ﴾. و كان في الصفّ الأوّل
فتأخّرَ إلى الصفِّ الآخَر ، فقرأ : ﴿ثم نُتبِعُهم الآخرين ﴾. فتأخّر .
فقرأ : ﴿كذلك نفعلُ بالمجرمين ﴾. و كانَ اسمُ البدويّ مجرماً ، فتركَ
الصلاةَ و خرجَ هارباً و هو يقول : و اللهِ ما المطلوب غيري ، فوجده بعضُ
الأعراب ، فقال له : ما لكَ يا مجرم ؟ فقال : إنّ الإمام أهلكَ الأولين ، و
الآخرين ، و أرادَ أن يهلكَني في الجملةِ و اللهِ لا رأيته بعد اليوم " .
****
ألحَّ
سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس
عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل
: أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ فقال
الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .
****
يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!
فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.
فقال:
إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75
درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ، وهو
يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الإثنى عشر وعلى أخته،
ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي
أنت- درهم واحد
****
قال أعرابي للقاضي إياس بن معاوية: لو كنت أكلت التمر هل تجلدني؟ قال: لا،
قال: لو شربت الماء هل تجلدني؟ قال: لا،
قال: فشراب النبيد منها فكيف يكون حراما ويجلد شاربها؟
قال اياس: لو ضربتك بالتراب على رأسك هل يوجعك؟ قال: لا،
قال:
لو صببت عليك قدرا من الماء هل ينكسر رأسك؟ قال: لا، قال: لو مزجت الماء
والتراب و صنعت منها طابوقة صلبة وضربت بها رأسك كيف يكون، قال: ينكسر
الرأس، قال اياس: كذلك النبيذ.
****
[b][b]مات لابن مقرن غلام فحفر لهم أعرابي قبره بدرهمين، فلما أعطوه الدرهمين قال:[/b]
دعوهما حتى يجتمع لي عندكم ثمن ثوب![/b]
****
[b][b]قال أعرابي لأحد الكبار:[/b]
ـ لم لا تدعوني لدعوتك؟
قال: لأنك جيد المضغ، شديد البلع، اذا أكلت لقمة هيأت أخرى!
قال: أتريدني أن أصلي ركعتين بين اللقمة وأختها؟![/b]
****
[b][b]سئل أعرابي: مالك لا تجاهد؟[/b]
فقال: والله اني أبغض الموت على فراشي، فكيف أسعى اليه ركضا![/b]
****
[b] أتى
سائل دار رجل غني فسأله شيئا، فنادى صاحب البيت عبده وقال: يا جوهر قل
لقنبر وليقل قنبر لبلال وليقل بلال لعنبر وليقل عنبر لهذا السائل: يرزقك
الله.[/b]
فلما
سمع السائل رفع يديه الى السماء وقال: الهي قل لجبرئيل أن يقول لميكائيل،
وميكائيل يقول للاسرافيل واسرافيل يقول لعزرائيل ليقبض روح هذا البخيل.[/b]
****
[b][b]حضر أعرابي مجلس قوم، فتذاكروا قيام الليل، فقيل له:[/b]
ـ يا أمامة أتقوم الليل؟
ـ قال: نعم
ـ قالوا: ما تصنع؟
ـ قال: أبول، وأرجع أنام![/b]