كم من طالبٍ اجتاز مراحل الامتحانات بنجاح دونما استحقاق ؟! ..
وكم من موظفٍ على كرسيه ونحن على يقين بأن هناك أحق منه بذلك ؟! ..
وكم من كفاءةٍ فى مجاله ولكنه أبعد ما يكون عنه ؟! ..
وكم من أموالٍ أهدرت دونما حق فى مواطن جلبت اللعن على صاحبها بل وعلى المجتمع بأسره ؟! ..
إنها الرشوة يا سادة .. الرشوة الملعونة .. الرشوة تلك اللغة الجديدة التى انتشرت بين الناس بل صارت من المسلمات .. فلا تكاد تدخل مصلحة حكومية إلا والأيدى ممتدة إلا ما رحم .. الجميع يطلب عمولة أو إكرامية بأى مسمى كان .. المهم أن تُؤدى ما عليك وتدفع وكأنه حق فى رقبتك لزاماً أن تؤديه .. والمبررات التى تذكر أكثر من أن تحصى فهو صاحب دخل ضعيف لا يكفى .. وتارة تسمع أنا أقدم الخدمة لمن يدفع وعملى يساوى الآلاف ولا آخذ إلا الجنيهات القليلة .. مبررات ومبررات يذكرها ويظل يرددها بينه وبين نفسه لينام مطمئن القلب قرير العين ..
ولينسى اللعنة التى تلاحقه لعنة الرشوة .. لعنة إدخاله الحرام على نفسه وأولاده وبيته .. لعنة الإنبات من حرام .. لعنة غضب الله عليه .. لعنة ملاحقة السماء له .. لعنة تدمير المجتمع .. إن كل هذا يلاحقه ولكنه أمام بريق المال الزائل لا يرى النعيم الدائم الذى يضيعه وطريق النار الذى يهرول إليه وفيه ..
[b]من آثار الرشوة :- وأما أثار الرشوة فهى كثيرة سواء على الفرد والمجتمع .. فهى :- تُوجِد لنا مجتمعاً فاسداً ، محكوماً عليه بالعواقب الوخيمة ، وبالهلاك المحقق .. وهى ظلم للضعيف .. وضياع للحقوق .. وغياب الكفاءات مما يترتب عليه قصور في العمل والإنتاج ، وإهدار للموارد .. وتأخر البلاد .. وفساد الأخلاق كالتسيب واللامبالاة ، وفقدان الشعور بالولاء والانتماء ، وسيطرة روح الإحباط .. وبها نستجلب غضب الرب علينا .. وبها تهدر الأموال ..
[b]لحظة تدبر :- وهذه لحظة تدبر أطلبها منك أيها القارىء الحبيب مع القرآن والسنة وكيف حديثهما فى حق الرشوة :-
فقال سبحانه :- ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة:188 ..
وقال:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) سورة النساء:29
ويقول الله تعالى في ذم اليهود :- ( أكالون للسحت ) سورة المائدة:42 ..
ولا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم :- ( لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ) رواه أحمد والطبراني .. واللعن من الله هو: الطرد والإبعاد عن رحمته ، نعوذ بالله من ذلك، وهو لا يكون إلا في كبيرة .. والرائش هو الوسيط .
منقول للفائدة