.بسم الله الرحمن الرحيم
الكرام أعضاء احلى لمة
كُل عامُ ٌ وأنتم بخير
وكل عــام وكلنا لله أقــرب
عاماً ومن بعدهُ عام نتبادل التهاني ويبارك الناس لبعضهم البعض بعامهم المنصرم وعامهم الجديد بأفراحه وأتراحه القديمة والجديدة منها ..
ثمةُ أفراحاً وزحام وفوضى لكل الناس يرددون من العايدين وكل عام وأنتم بخير ..!
أفراح طفولية عارمة تملأ المكان بابتسامات مشرقة فرحاً بالعيد وبهداياهم وبملابسهم الجديدة البراقة يسرحون ويمرحون يتشاجرون بكل براءتهم
ويبكون ويعلو صراخهم لأتفه الأسباب يضحكون لدقائق وأخرى يبكون
تنهمر بسخاء مدامعهم يُخيم الحزن عليهم يشهقون ويشهقون من شدة بكائهم وأحزانهم الصغيرة فالمصاب جلل والكارثة قد حلت..
فكيفَ لا وثياب العيد الجديدة قد اتسخت فذاك الطفل الشقي قامَ بسكب
البيبسي على طفلُ ُ آخر فبادلهُ بالمثل فتطور الوضع ليتدخل بقية الأطفال
لتتحول فرحة العيد لما يُشبِه العزاء فعندما ينظر كل طفل شاركَ في العراك
ماذا حل بثوب العيد يشهق ويجهش في البكاء فالحياة في نظرهم قد توقفت
وفرحة العيد قد أجهظت وفي الساعات الأولى للعيد يا للهول فتبدأ تتزاحم في عقولهم الصغيرة والبريئة طوابير من الأسئلة فيسأل كل واحد منهم نفسه ماذا سأقول لأمي عند ما الجأ لأحضانها لتنظر في مصيبتي ألم أقطع عهداً على نفسي بترك شقاوتي والبقاء بجوار أبي الم أقل لها بأنني أصبحتُ رجلاً يعتمدعلى ويؤخذ كُلَ ما اقول بمحمل الجد
ألم تحذرني عندما ألبستني ثوب العيد بالحفاظ على نظافته يالغبائي يالغبائي عندما أقحمتُ نفسي بين المتشاجرين لأبدو بهذا المنظر..
فتفيض عيناه بالمزيد والمزيد من الدموع فيتوارى بمصيبته في أحد الزوايا مختبئاً عن أمه فالحياة في نظره لم تعد تحتمل ولا تطاق فيسهو قليلاً فيشيح بنظره لبرهة بعيون حمراء يتفحص بها ألأشياءَ لم يعد بمقدورها أن تذرف الدموع من كثرة البكاء فيشهق بكل براءة ويشهق فيخلد للنوم كأحد
الوسائل للهرب من هذا الواقع المرير فيغط في نومه تاركاً مصيبته خلفه تتخبط لتجد الحلول فبنظرة أن الكرة ستتوقف عن الدوران..!
وبعد وقت قصير يصحو على صوت أمه وهي تقول له قم أصلحك الله يا ابني
ألم أحذرك يا صغيري ها الصباح بعدم اللعب الكثير ..
قم يا صغيري فثوبك عاد كما كان جديداً ونظيفاً فينهض الصغير غير مصدق فيجد أن ثوبه قد انتزع منه وهو نائم وقد عاد نظيفاً كما كان عليه في هذا الصباح فيرتديه غير مصدق بأن مصيبته قد زالت وفتحت لهُ الحياة ابواباً مشرعة فيعود لأصدقائه المتسببين في مصيبته فيدخل معهم في اللعب ناسي اًكل مآسيه في مرقده [size=16]فلم تعد تطرأ عليه [/size]
متناسياً كل مافعلوه بثوب العيد قبل ساعة من الزمان..!
فمأساتهُ الصغيرة أزيلت في الغسالة بكوب تايد وتبخرت تحت الشمس..!
وبراءته ونظافة قلبه أنسته كل ضغينة ضد من سكب عليه المشروب فودعها مع آخر دموعه وشهقاته قبل نومه فعاد ليشاركه الفرحة والعيد..!
فهل نستطيع نحنُ الكبار أن نزيل همومنا على طريقتهم ..!
ما أجملها حياة الطفولة..وما أجمل صفاء القلوب..!
كل عام وأنتم بخير..
قلمي[/center]