.السلام عليكم ورحمة الله
اسعد الله مسائكم بكل خير احبائي
قطف مستل من كتاب لاتحزن للشيخ عائض القرني
/
\
يقول في كتاب المصلوبون في التاريخ قصص وحكايات لبعض أهل البطش الذين أنزلوا بخصومهم
أشد العقوبات وأقسى المثلات، ثم لما قتلوهم ما شفى لهم القتل غليلاً، ولا أبرد لهم عليلا،ً حتى
صلبوهم على الخشب، والعجب أن المصلوب بعد قتله لا يتألم ولا يحس ولا يتعذب، لأن روحه
فارقت جسمه، ولكن الحي القاتل يأنس ويرتاح، ويسر بزيادة التنكيل.
إن هذه النفوس المتلمظة على خصومها المضطرمة على أعدائها لن تهدأ أبداً ولن تسعد، لأن نار
الانتقام وبركان التشفي يدمرهم قبل خصومهم.
وأعجب من هذا أن بعض خلفاء بني العباس فاته أن يقتل خصومه من بني أمية، لأنهم ماتوا قبل
أن يتولى، فأخرجهم من قبورهم وبعضهم رميم فجلدهم، ثم صلبهم، ثم أحرقهم. إنها ثورة الحقد
العارم الذي ينهي على المسرات وعلى مباهج النفس واستقرارها.
إن الضرر على المنتقم أعظم، لأنه فقد أعصابه وراحته وهدوءه وطمأنينته.
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
قال الله تعالى
((وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ)) [/center]