.
.
.
~¤ô¦¦§ نبذة عن الثورة الجزائرية §¦¦ô¤~.
.تعرف ثورتنا باسم [ ثورة المليون شهيد ] ، و هي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الإستعمار الإستيطاني الفرنسي
الإستيطاني : معناه تغيير لغة بلغة و ديانة و بديانة و شعب بشعب : يعني أرادو أن
تصبح الجزائر بأسرها فرنسية
قامت هذه الثورة بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية بعد إستعمار شرس و طويل استمرّ أكثر من 130 عاماً
نعم , فحربنا في الجزائر بدأت سنة 1830 و انتهت سنة 1962
و فترة الثورة الجزائرية المسلحة كانت بين 1954 و 1962
و الأبرز فيها أنها شهدث مشاركة كل الفئات : صغارا و كبارا ... رجالا و نساءا .
~¤ô¦¦§ التحضير لإندلاع الثورة §¦¦ô¤~
لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و 24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف
لجنة الستة . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي : إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل
اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش
التحرير الوطني. و تهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد
حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة ، و تجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي تحديد تاريخ اندلاع
الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954 كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات
تكتيكية - عسكرية ، منها وجود عدد كبير من جنود و ضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم
بالاحتفال بعيد مسيحي ، و ضرورة إدخال عامل المباغتة .
تحديد خريطة المناطق و تعيين قادتها بشكل نهائي .
إلى جانب وضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر .
~¤ô¦¦§ خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954 §¦¦ô¤~
المنطقة الأولى- الأوراس : مصطفى بن بولعيد
المنطقة الثانية - الشمال القسنطيني : ديدوش مراد
المنطقة الثالثة - القبائل: كريم بلقاسم
المنطقة الرابعة - الوسط: رابح بيطاط
المنطقة الخامسة - الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي
تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد و عقبة
القادة الستة لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1954
~¤ô¦¦§ موعد الإنطـــلاق §¦¦ô¤~
انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في الأول من نوفمبر 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم "عيد جميع
القديسين" معلنةً قيام الثورة الجزائرية المسلحة .
و مع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة ، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع (( الأمانة الوطنية لجبهة التحرير
الوطني )) وجاء فيه: " أن الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي و إقامة الدولة
الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الإسلامية " كما دعا البيان جميع المواطنين
الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون
أدنى اعتبار آخر.
و تمّ تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني من تسعة أعضاء ..
و قد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة و بنادق صيد و بعض الألغام بواسطة
عمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي و مواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد و في وقت واحد .
و قبل الدخول في تفاصيل هذه الثورة يمكن القول أنها لم تكن وليدة أول نوفمبر 1954 .. بل كانت تتويجاً لثورات أخرى
سبقتها ، و لكن هذه الثورة كانت أقوى تلك الثورات ، و أشملها ، وتمخّضت عن إعلان استقلال الجزائر بعد ثمانية أعوام
من القتال الشرس ، و يمكن تقسيم عمر الثورة إلى أربع مراحل:
المرحلة الأولى (54-56) : وتركّز العمل فيها على تثبيت الوضع العسكري و تقويته،
و مد الثورة بالمتطوعين و السلاح و العمل على توسيع إطار الثورة لتشمل كافة أنحاء البلاد.
المرحلة الثانية (56 - 58) : شهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد
للثورة من أجل القضاء عليها.. إلا أن الثورة ازدادت اشتعالاً و عنفاً بسبب تجاوب الشعب معها .
المرحلة الثالثة (58 - 60) : كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرّت فيها
الثورة الجزائرية، إذ قام المستعمر الفرنسي بعمليات عسكرية ضخمة ضد جيش التحرير الوطني. الذي ردّ بخوض
معارك عنيفة ضد الجيش الفرنسي و اعتمد خطة توزيع القوات على جميع المناطق من أجل إضعاف قوات العدو ، و
تخفيف الضغط على بعض الجبهات ، بالإضافة إلى فتح معارك مع العدو من أجل إنهاكه و استنـزاف قواه و تحطيمه .
المرحلة الرابعة (1960 - 1962) : المرحلة الحاسمة ، خلال هذه الفترة الهامة و
الحاسمة من حرب التحرير .. حاول الفرنسيون حسم القضية الجزائرية عسكرياً .. و لكنهم لم يفلحوا في ذلك.. لأن
جذور الثورة كانت قد تعمقت و أصبحت موجودة في كل مكان و أضحى من الصعب بل من المستحيل القضاء عليها .
و بعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان من 7 إلى 18 آذار - مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل
الاتفاق.. و كان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 آذار - مارس بين الطرفين وتحدد يوم الأول
من تموز لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال .. و بذلك تحقق الهدف السياسي و
الأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية و الاستقلال.. و بعد
أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون و نصف مليون شهيد.
كما صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 تموز - يوليو 1962 يوم دخولها 5 تموز - يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً
من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة "سيدي فرج"
القريبة من الجزائر العاصمة و تمّ في هذا اليوم تعيين السّيد أحمد بن بلّة كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد
خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة و كوادرها .
~¤ô¦¦§ نشاط المرأة الجزائرية خلال الثورة §¦¦ô¤~
لقد تعدد نشاط المرأة داخل صفوف الثورة و من أبرز أشكال هذه النشاط ما يلي :
1- المناضلات في المنظمة المدنية لجيش التحرير الوطني وقد تم قبولهن في صفوف
الجبهة كمسؤولات في اللجان السياسية و الإدارية و كذلك كعاملات في الحقل الفدائي إلى جانب جمع الأموال ونقلها
من مكان لأخر ،وكذلك كضباط ارتباط ومسؤولات عن المأوى و الطبخ و الصحة وأيضا المساهمات و ما نحات التبرعات
و كذلك اللواتي يناضلن بشكل موسمي.
2- المجاهدات العسكريات و هن قليلات بالمقارنة مع المناضلات في المنظمة
المدنية و لا يمكن للمرأة أن تكون عضوا في جيش التحرير إلا باكتساب صفة العضوية وفقا للشروط أساسية و من
أهمها ما يلي :
أ _ مصنفات في جبهة التحرير الوطني جنديات في كافة الوحدات أو مسؤولات في
شتى الأركان العسكرية و السياسية ( الولاية - الناحية - المنطقة - القطاع و أقسامه و مقاتلات بالزي العسكري
الموحد) .
ب_ من لم تهرب من صفوف جيش التحرير الوطني و المقصود هنا النساء اللواتي
تركن بيوتهن و عائلاتهن و التحقن بالثورة و كلّهن حملن السلاح و هنّ يمثلن سوى 3% فقط .
فعموما كان عددهن الإجمالي 1964
و تنوعت نشاطاتهن في :
1. مسؤولة مأوى و تموين
2. ضباط ارتباط و إدلاء
3. جامعة أدوية و ذخائر
4. ممرضات
5. طاهيات و غاسلات
6. فدائيات
7. خياطات
8. سكرتيرات
9. مفوضية سياسة
10. المجاهدة المسلحة
(( لالاّ فاطمة نسومر ))
قبيل أندلاع الثورة و تعد سيدة الثورات الشعبية
أطلق المستعمر الفرنسي اسم "جان دارك جرجرة" على الفتاة الجزائرية ذات الأصول الأمازيغية فاطمة نسومر تشبيها
لها بالبطلة القومية الفرنسية "جان دراك"، لكنها رفضت اللقب مفضلة لقب " خولة جرجرة " نسبة إلى "خولة بنت الأزور"
المجاهدة المسلمة التي كانت تتنكر في زي فارس وتحارب إلى جانب الصحابي الجليل خالد بن الوليد.
وكانت فاطمة نسومر قد ناضلت في سلك مقاومة الفرنسيين منتصف القرن التاسع عشر، واتصلت بالزعيم الجزائري
المقاوم بوبغلة (محمد بن عبد الله) دفاعا عن منطقة جرجرة، فشاركا معا في معارك عديدة، وجرح بوبغلة في إحدى
المعارك فأنقذت فاطمة حياته وقد طلبها للزواج، فلم تستطع لتعليق زوجها الأول عصمتها.
هزمت فاطمة الفرنسيين في معركة 18 يوليو/تموز 1854 فانسحبوا مخلفين أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا و371
جريحا.
(( جميلة بوحيرد ))
ولدت الفتاة الوحيدة بين سبع ذكور و أبت إلا أن تكون لبؤة و باسلة في زمن الحرب ،، أحبها و أدعو الله أن يوفقني
لزيارتها ذات مرة كي أقبل يديها المريضتين بسبب تعذيب الضباط الفرنسيين لها بالصعقات الكهربائية ،، إبان الاستقلال
و لما عرضت عليها الحكومة الجزائرية آنذاك أن تمنحها المال كي تسافر للخارج لتعالج يديها قالت بالحرف الواحد
" اشتروا بالمال طعاما للشعب الجائع "
هي تلك جميلة تعلمنا أن الكبار كبار في الشدة و في الرخاء نسأل الله أن يطيل في عمرها .
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أمناً لكنها كانت تصرخ و تقول: الجزائر أمناً ، فأخرجها ناظر
المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول
النضالية .
انضمت بعد ذلك الي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الإستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على
قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها .
من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على
زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفوق لتقول الجزائر أمناً.
وحين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكم بالاعدام عام 1957م،
وتحدد يوم 7 مارس 1958م لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الانسانبالأمم المتحدة، بعد أن تلقت
الملايين من برقيات الإستنكار من كل أنحاء العالم.
تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت
محاميها الفرنسي بعد أن أشهر إسلامه في ذاك الوقت.
(( سيّدات الجهاد في الجزائر ))
زميلات جميلة بوحيرد في الجهاد
كلهن استشهدن إلا جميلة بوحيرد أطال الله في عمرها
~¤ô¦¦§ و أخيرا تحقّق الإستقلال §¦¦ô¤~
يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها و التضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها
الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار ، يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون و
المجاهدات لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد و العدة . و أخيراً التأييد العربي بواسطة :
( قواعد الثوّار في تونس و المغرب و الدعم الشعبي و المادي الواسع من مصر عبد الناصر و سورية و العراق ) .
و التّأييد العالمي ( دول العالم الثالث و الدول الاشتراكية ).