رغم إجماع النقاد على أنه لا يستحق هذه النهاية مع ''الخضر''
سعدان وقع في فخ الخروج من الباب الضيق
بعد أن تأكد ذهاب المدرب رابح سعدان مكرها من العارضة الفنية للمنتخب الوطني بفعل الضغوطات المفروضة عليه من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عقب تعادل ''الخضر'' أمام تانزانيا بملعب تشاكر بالبليدة، يمكن القول إنه عرّض نفسه بنفسه للخروج من الباب الضيق، رغم الإنجاز الكبير الذي سجله بعد عودته في نوفمبر 2007، والمتمثل في قيادة المنتخب الوطني إلى التأهل مجددا إلى نهائيات كأس العالم بعد 24 سنة بعد غياب دام 24 سنة.
وإذا كان النقاد يجمعون على أن ''الشيخ'' لا يستحق هذا الجزاء بالكيفية التي غادر بها العارضة الفنية، لأن الدول المتحضرة تعد أحسن الطرق لإخراج أبطالها من الباب الواسع، فإن رابح سعدان يتحمّل تبعات مصيره الذي يبعث على الشفقة، لأن الكبار يتحينون الفرص المناسبة لترك مكانهم من أجل الحفاظ على سمعتهم، وبالتالي كان على مهندس ملحمة '' أم درمان'' تقديم استقالته عقب مونديال 2010 مباشرة، مثلما أوضحه المدرب الوطني الأسبق عبد الغني جداوي، خاصة بعد أن تبين له استحالة قدرته على قيادة ''الخضر'' لحصد النتائج الإيجابية، من خلال المكائد التي بدأت تحاك ضده من طرف أقرب مسؤوليه بعد الخسارة التي تلقاها المنتخب في اللقاء الودي أمام منتخب إيرلندا يوم 29 ماي الماضي تحضيرا لمونديال جنوب إفريقيا، مثلما كان قد أسر به سعدان لبعض مقربيه، مضيفا أنه قد تعرض لحملة شعواء من طرف بعض الصحفيين لدفعه إلى رمي المنشفة، لكنه أصر على البقاء لاستحالة تقديم استقالته قبل شهر ونصف من انطلاق أكبر تظاهرة عالمية.
والأكيد أن سعدان قد لام نفسه على عدم مغادرة منصبه بعد المشاركة المتوسطة لـ''الخضر'' في مونديال جنوب إفريقيا، رغم إلحاح أبنائه على ''ترك السفينة''، بل الأكثر من هذا، فقد ناضل من أجل تجديد عقده للبقاء في منصبه إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا .2012 وهو ما تحقق له رغم رفض روراوة ضمنيا بقاءه في منصبه. فكان جزاؤه تأليب جمهور ملعب اتشاكر بالبليدة ضده بتعرضه للشتم والإهانة، بعد أن كان يحظى بمكانة ''الملوك'' لديهم، وكذا إرغامه على الذهاب بعد تعادل بطعم الخسارة أمام منتخب تانزاني متواضع، دون أن يتركوا له فرصة لاختيار الوقت الأنسب لمغادرة المنتخب الوطني، حتى يبقى الجميع على الأقل يذكرونه بخير.
ويبدو أن رابح سعدان لم يتعظ بلدغة الجحر الأولى التي تعرض لها خلال تجربته الأولى في مونديال 1986 بالمكسيك حين التزم الصمت إزاء التدخلات الفوقية التي تعرض لها والمشاكل الكثيرة التي اعترضت ''الخضر'' آنذاك، مما جعله يدفع ثمن المشاركة الهزيلة للمنتخب الوطني ويتعرض لمضايقات لا قبل له بها من قبل الجماهير الجزائرية، حيث كان لزاما على الناخب الوطني كشف المستور بعد المونديال الإفريقي حتى لا يتخذه البعض كبش فداء
[flash][/flash]