أن الصوم مرتبط بالإيمان الحق بالله - جلا وعلا- ولذلك جاء أن الصوم عبادة السر
لأن الإنسان بإمكانه ألا يصوم إن شاء، سواء بأن يتناول مأكولاً أو مشروباً
أو بمجرد فقد النية وإن أمسك طوال النهار.إذن فالصوم عبادة قلبية سرية بين العبد وربه
أن الصيام يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة. حيث يتخلى عن بعض الأمور الدنيوية
تطلعاً إلى ما عند الله من الأجر والثواب لأن مقياسه الذي يقيس به الربح والخسارة
مقياسٌ أخروي، فهو مثلاً يترك الأكل والشرب والملذات،
في نهار رمضان انتظاراً للجزاء الحسن يوم القيامة.
وفي ذلك توطين لقلب الصائم على الإيمان بالآخرة والتعلق بها
والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض والإخلاد فيها
أن في الصيام تحقيقاً للاستسلام والعبودية لله - جلا وعلا-
إذ الصوم يربي المسلم على العبودية الحقة
فإذا جاء الليل أكل وشرب امتثالاً لقول ربه الكريم:
(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) البقرة:187
ولهذا كان مستحباً أن يأكل الصائم عند الإفطار
وعند السحور
وكره الوصال فالأكل حينئذ عبادة لله.
وإذا طلع الفجر أمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات امتثالاً لأمر الله تعالى
وهكذا يتربى المسلم على كمال العبودية لله.
أن الصوم تربية للمجتمع.
وذلك أن الصائم حين يرى الناس من حوله صياماً كلهم،
فإن الصوم يكون يسيراً عليه، ويحس بالتلاحم مع المجتمع
الذي يربطه به جانب عبادي يلتقي عليه الجميع