كيف هي أخباركـ زاوي؟
بخير والحمد لله فأنا في عطلة رفقة العائلة نقضي أياما خارج الوطن، أريد من خلالها الاستفادة من الراحة والجو العائلي الذي كان ينقصني طيلة الموسم،
المنتخب الوطني
والحمد لله فأنا في أفضل حال، كما أشكركم على السؤال.
ندخل في صلب الموضوع، ما تعليقك على المدافعين الذين جلبهم سعدان ولـم يشاركوا ولو دقيقة في المونديال؟
أعتقد أن المدرب الوطني تسرّع كثيرا حينما أبعدنا من المنتخب الوطني، ونحن من ضحينا من أجل تأهله إلى المونديال، في وقت كان بوسعه مثلما رأى كامل الأنصار أن يبقينا ولو ليكون لدينا لقب في مشوارنا على أننا لعبنا المونديال، هذا الأمر حزّ في نفسي كثيرا وجعلني جد متأثر لمّا رأيت أن سعدان حينما كان يقول أنه لابد من تشبيب المنتخب ولابد من التفكير في المستقبل، لم أعارض فكرته، ولكن أن يبعدنا لمجرد الإبعاد فهذا ما أثر فيّ كثيرا.
نفهم من هذا أنك جد متأثر لتضييعك لقب لاعب شاركـ في المونديال؟
من دون شك أنا متأثر، فأنا شخصيا كنت أفكر في الاعتزال مباشرة بعد مشاركتي مع المنتخب الوطني في المونديال، طبعا الاعتزال باللعب دوليا، لكن سعدان لم يتركني أحقق ما كنت أتمناه، كان يفترض به أن يفكر قليلا قبل أن يتسرع ويعلن عن إبعادنا بعد عودتنا من نهائيات كأس أمم إفريقيا، ولكنه أخرجنا من حيث لم نكن ندري.
هل ترى أن كارل مجاني وبلعيد لا يستحقان اللعب في المنتخب؟
لم أقل هذا وإنما أردت القول أن استقدامهما على حسابنا نحن، فهذا ما يؤثر، تخيّل أنك تلعب كامل لقاءات التصفيات وتحارب وتصارع من أجل أن ترفع راية الوطن، وفوق هذا تقدّم مردودًا أحسن وباعتراف المدرب الوطني نفسه، وفي الأخير لما وصل وقت الصح “ضرب عليا النح” وأبعدني، بينما هذا كارل مجاني أو بلعيد لا ذنب لهما، لأنهما وجدا أن الفرصة لا يمكن رفضها بالمرة، بل هل رأيت إنسانا فقيرا تقدم له مليون سنتيم كصدقة ويقول لك أنا لا أحتاج، هذا ينطبق على مجاني وبلعيد، فهما كانا يفتقران إلى اللعب في المنتخب الوطني، وحينما تقدّم سعدان باستدعائهما فلا يقولان أبدا لا، بل يرحبان بالفكرة وقد تابعتم كيف جاءا مسرعين، ولكن لو كانت الجزائر ما تزال في الأدوار التصفوية تحارب مع زامبيا والكونغو وغينيا هل يأتيان أم يطلبان مهلة للتفكير.
أنت ناقم على بلعيد ومجاني إذن؟
أقسم لك أنه لا علاقة لي بهما، بل أنا احترمهما، وحتى وإن كان سعدان قد اعتمد عليهما في المونديال فإن هذا الأمر كان سيشجعني ويحمسني على تشجيعهما، لأنهما في الأول والأخير يحملان الألوان الوطنية، ولكن كما قلت الشيء الذي حز في نفسي هو أنهما استفادا من لقب “المونديالي” من دون أن يعرقا عليه، هذا كل ما في الأمر.
وهل كنت تريد منهما أن يرفضا دعوة سعدان من أجلك؟
لا .. افهمني الشيء الذي أردته ليس التشكيك في قدراتهما ولا حتى في وطنيتهما، وإنما الأمر الذي حز في نفسي هو لماذا استدعيا وبقيا طيلة مباريات المونديال في كرسي الاحتياط، بل واحد جاء بإصابة ولم يشف والآخر بقي طيلة التربص يتدرب فقط، فهل كان يعقل التضحية بلاعب جاهز وصاحب خبرة والحمد لله، أم جلب لاعب مصاب وآخر مستواه ليس خارقًا ؟ الإجابة انتظرها طبعا من العارفين بكرة القدم والفلاسفة الذين يطلون علينا في كل مرة عبر التلفزيون أو في مقالات صحفية.
أتعتقد أنه لو أبقاكـ سعدان كنت ستفعل شيئا في المونديال؟
لا يمكن أن ينكر أي شخص ما فعله زاوي في التصفيات ولا في المباراة الفاصلة أمام مصر في “أم درمان”، ومثلما أدّيت واجبي وأكثر وقتها كان بوسعي تقديم شيء آخر من جانبي في المونديال، وإن كان ليس في المنافسة فإنه سيكون في البقاء إلى جانب زملائي والرفع من معنوياتهم، ودعني هنا أوضح شيئا هاما.
تفضّل ما هو؟
أتذكر هنا يوم أجريتم حوارا مع مدافع المنتخب الإيفواري، كولو توري، وقال لكم أن الشيء الذي أعجبه في نهائيات كأس أمم إفريقيا حينما تغلبنا عليهم هو الروح الجماعية والحماس الكبير الذي وجده عند لاعبينا، وأيضا دكة البدلاء التي كانت مثل العائلة المتماسكة والتي تشجع أبناءها، ولكن هذا الأمر هل وجدناه أو لاحظناه في المونديال ؟ أين هي الروح الجماعية ؟ بدليل أننا اليوم نرى البعض ينتقد وبشدة سعدان ويقول أنه احتار لسبب عدم الاعتماد عليه، فهل بعد كأس إفريقيا قلنا ذلك ؟ لا أحد تجرأ، لأننا كنا عائلة والحمد لله وصلنا بالمنتخب إلى نصف النهائي.
هل لنا أن نعرف من يرشّحه زاوي لنيل كأس العالـم؟
الأمور في هذه الأيام وفي الدور ثمن النهائي صارت تشير إلى أن اللقاءات لا تتشابه والصراع سيكون على أشده في الأدوار القادمة، ولكن من جهتي أرشح أن تصل أولا غانا إلى الدور نصف النهائي، وهذا مفروغ منه لأنه بلد إفريقي يلعب كرة نظيفة وجميلة كما يملك مجموعة جيدة من اللاعبين، أما اللقب فلن يخرج من يد إسبانيا.