أعاب كثيرا شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي على المدرب رابح سعدان اعتماده طريقة لعب دخيلة على المنظومة الكروية بدليل أن اللاعب الجزائري حسبه أصبح مشدود الأعصاب ومتوتر، يفتقد القدرة على تحمل المسؤولية.
ويرى كرمالي بأن المدرب سعدان يدرك قيمة انتهاج طريقة اللعب الجزائرية التي قوامها المهارة والتي تمنح للاعب كامل الحرية للإبداع بعد أن ظهر تفريط مفضوح لطريقة لعبنا التي أتت بثمارها أمام الألمان وبالأمس القريب أمام كوت ديفوار في كأس إفريقيا.
ففي حديث للشروق أكد شيخ المدربين أن تفهمه لغضب الأنصار من كل الأصقاع على الوجه الشاحب للفريق الوطني الجزائري الذي قال إن حظوظه كبيرة لتدارك ما فاته، بدليل أن معظم الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى تعثرت، لكن بالنسبة للمنتخب الجزائري عليه أن يتعمد طريقة اللعب الجزائرية فقط مع اعتماد خطة تتكيف مع الوضعيات الحرجة بتنويع الخطط التكتيكية وتحرير اللاعبين من خلال تحريك المجموعة ككتلة واحدة، حيث اعتبر أن كاس العالم هي إبراز القدرات والمهارات والخصوصية التي تميز فريق عن الآخر، مستشهدا بحديث الأسطورة "بيلي" الذي قال: "على الجزائر أن تلعب بالطريقة الجزائرية". وفي الواقع أن المدارس الكروية الجزائرية مثل المولودية أو شباب بلوزداد وجمعية وهران ووفاق سطيف الكل يلعب بالطريقة الجزائرية التي تقوم على الاستعراض الذي يشحن اللعب ويعطيه ثقة كبيرة في النفس، منبها لأخذ العبرة من مهارة بن الشيخ وسرعة عصاد وفنيات بلومي وماجر وقذفات زيدان وبن ساولة.
وبخصوص مواجهة الفريق الوطني بنظيره الانجليزي، اعتبر كرمالي أن حظوظ رفقاء زياني كبيرة في التسجيل باعتماد خطة تجنب سقوط الفريق في فخ الكرات الطويلة، وبالنظر إلى معدل قامة عناصرنا الوطنية يقول كرمالي: "يمكننا المرور بالكرات والفنيات، حيث اليوم تلعب المهارة الفنية دورا كبيرا في تحديد نتيجة اللقاءات، وهذا إلى جانب العمل البسيكولوجي الكبير للرفع من نسبة جاهزية المجموعة."
وبخصوص خيارات المدرب سعدان التكتيكية قال إنه لا يشاطره كثيرا بالنظر إلى خصوصية المنافسين من جهة، واعتماده كثيرا على الخط الخلفي الذي يجب أن يتحرك ككتلة واحدة مع اعتماد عناصر معينة لتدعيم المناصب التي تعاني ظغطا لغلق كل الثغرات، لكن لا يجب التصور أبدا مقابلة بدون أهداف مستشهدا بالبصمات التي تركها المدرب الايطالي اريكو ساكي على طريقة اللعب الايطالية.
ومن جهة أخرى، حمّل كرمالي اللاعبين كامل المسؤولية انطلاقا من الاختلال الحاصل بين حجم الاستثمارات وظروف العمل والاسترجاع المريحين التي وفرتهم الدولة، والنتائج المسجلة التي لا تشرف الكرة الجزائرية حيث قال:
"لا يمكن أبدا الاستهتار بمشاعر الشعب الجزائري الذي علق أمالا كبيرة على هذه النافذة لطي صفحات رسمتها السنين الماضية بلون سوداوي، وعودة الجزائر إلى المحافل الدولية على أكثر من صعيد."
وعن تكهنه بنتيجة لقاء اليوم راهن على الفوز بنتيجة هدف واحد أو التعادل السلبي، لأن الفريق الخصم يوجد في وضعية صعبة ويعاني لاعبوه من ضغط الهوليغانز، وقد يسقط في فخ استصغار فريقنا، ومنه فالمنتخب الوطني وأشبال سعدان لهم موعد مع التاريخ اليوم.