في الوقت الذي خلد المنتخب الإنجليزي للراحة والإسترجاع إيمانا منه بأن المهمة أمام منتخبنا الوطني ستكون سهلة وشكلية، راح رفاق مطمور يشاهدون شريط فيلم معركة الجزائر الشهير بطلب من القائد الجديد عنتر يحيى الذي يبدو أنه وفي غياب زميله منصوري الذي قطع كل صلة بالمنتخب الوطني وحضوره في جنوب إفريقيا أصبح شكليا فقط تحمل الجزء الأكبر من مسؤولية المجموعة، لا سيما ما يتعلق بمختلف المبادرات والتمثيل.
وكان الفيلم فرصة هامة للاعبين بتذكر المواقف الرجولية والقيم الوطنية الحقيقية للجزائريين، وبالتالي قال لنا ممثلو المنتخب الوطني رسالة "معركة الجزائر" وصلت إلى اللاعبين الذين عرفوا أن المهمة التي تنتظرهم هذه الأمسية لا تقل أهمية عن المهمة التي قام بها شهداء الثورة إبان الحقبة الإستعمارية، خصوصا تلك الفدائيات اللائي أظهر الفيلم مدى تعلقهن بالوطن، وعليه عرف زملاء زياني أن لا شيء يعلو أمام الألوان الوطنية، وهم مطالبون اليوم بالتحلي بروح التضحية، وهو الخطاب الذي وجهه عنتر لزملائه من موقع المتشبع بقيم الوطنية هو الذي ترعرع في الجزائر قبل أن يسافر إلى فرنسا.
حيث اجتمع باللاعبين ليقول لهم بعض الكلمات المؤثرة ومذكرا إياهم بأنهم سفراء الجزائر في جنوب إفريقا، وشعب بأكمله ينتظر منهم الفوز وإسعاده، مما يوجب عليهم التحرك ونفض الغبار لأن أي نتيجة أخرى عدا الفوز تعني حزم الأمتعة
والرحيل، ووصمة عار في جبين كل من ساهموا في الظمور المخزي في هذه الدورة، والتاريخ سيشهد على من خانوا الجزائر ساعة الشدة قال لهم عنتر.