بالأمس فقط جاء من مختلف اصقاع الأرض أناس يحملون بين طيات صدورهم قلوبا تعشق الحرية ....
تكره الظلم ...تكره الطغيان .. تكره التعدي على الحقوق ......
أناس رفضوا الصمت وتقدموا رغم تهديد العدو وعلمهم أنه غادر غاشم يمكن أن ينفذ وعيده ......
أناس قدموا الينا ليعلمونا كيف يكون قراع العدو .......
أناس يصفعنا دمهم الذي سال طاهرا فداء لأرواح أخوة لنا بألف سؤال سؤال كل لحظة ....
" لماذا لا تطعمون أهلكم وتسقونهم وتفرجون عنهم عبر معابركم .....؟؟؟
لماذا تغلقون في وجههم آخر أمل بالحياة ..؟؟
لماذا تشاركون في حصارهم وتجويعهم وقتلهم وسفك دمهم ؟؟؟
لماذا باتوا مؤخرا يقتلون بسلاحكم وعلى ايديكم ؟؟؟
لماذا لم تفكروا بإيقاف بناء جدار لا يزيدهم إلا موتا ...؟؟
لماذا لم تفكروا في ايقاف ضخ الغاز إلى أراضي عدوكم ..
لماذا تستمرون بامداده بنفطكم ومائكم .....؟؟؟
لماذا تفتحون له سفارات وتستقبلونه على اراضيكم ؟؟؟
لماذا تسمحون له أن يعلن الحرب على اخوانكم من بين جنباتكم ..؟؟؟
لماذا ........؟؟؟؟؟
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لن نبكي الأقصى .......؟؟؟؟
أي فعل سيقودنا إلى هذا ......؟؟؟؟
هل خرج أحدنا لينادي بماذكرت آنفا ؟؟؟؟؟
هل فهمنا الدرس الذي تلقيناه من قافلة تحمل أناسا من مختلف الجنسيات ؟؟؟
هل تعلمنا ممن ضحوا بأرواحهم وهم بعيدون عن غزة موقعا ولغة لكنهم قريبون قلبا وتعلقا ؟؟
أما كان أجدى بنا أن نفك حصارهم بأيدينا .... ويمكننا أن نفعل ؟؟؟
هل فقدنا السيطرة حتى على ماهو واقع ضمن أراضينا ؟؟
هل أصبحنا نفضل موت إخوتنا على اغضاب عدونا ؟؟؟؟؟
.......
نعم الامل موجود ....
لكنه مع من وصفهم رسول الله بقوله عليه الصلاة والسلام ..
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .أخرجه مسلم و البخاري
الامل موجود هناك مع أولئك الذين يقاتلون على الأرض
مع من رهنوا وجودهم وحياة كل من يمت لهم بصلة فداء لقضيتهم
الأمل موجود ... بينما نخنقهم ونضيّق عليهم ..
مع من يحمل السلاح ويقاتل ...... بينما نقتله ونحاصره ونجوّعه
الاأمل موجود ..
موجود بين جنبات مؤمن صدق وعده مع الله وسيصدقه الله وعده ...
لا بين أيدي من يتغنى بآيات الله غير عاملا بها ولا مدركا ابعادها ...فأضحى مثله كمثل من حملوا التوراة ثم لم يحملوها ...
النصر آت لكن كما كان نصر الجنوب عام 2000 ...
سيصنعون النصر رغم ما نكيد ويكيد عدوهم لهم
رغم جرنا لهم إلى طاولة المفاوضات عنوة ..
رغم فرضنا شروط العدو عليهم بداعي أن ليس بالامكان أكثر مما كان ..
سيصنعون النصر برباطهم وتحديهم لذلنا وهواننا ومؤامراتنا ومؤتمراتنا ورغم انف عوهم ...
لكننا كعادتنا سنصنع من نصرهم نياشين واوسمة نتحلى بها على صدورنا ناسبين نصرهم لانفسنا ...
وشتان بين من يصنع نصرا ومن يحمله وساما أو نيشانا على صدره.....
إن انتصر الأقصى فليس بفخرنا وكلامنا ...
ليس لأننا كنا له خير عون وخير أخ وخير نصير ....
انما بفعلهم هم ورباطهم هم وصبرهم هم .....
نحن أمة اسلامية اسما لكننا لم تتعلم بعد كيف يكون الدين الحق ..
لم نتعلم أن رسول الله حارب رغم قلة عديده وعدته في بدر لعلمه أنه على حق وأن له حقا قد سلب منه
وان الله ينصر صاحب الحق ..هو وعدُ الله و وعد الله حق ...
إلى أن نتعلم كيف نكون رجالا فعّالين لا قوّالين ...
إلى أن نخرج من اطار الشجب والندب والاستنكار ....
إلى أن نتعلم كيف نقوم بواجبنا دون أن نترك مكاننا للآخرين ....
سنظل كما نحن .....
شعوب أقصى فعلها الخروج إلى الشوارع وشتم عدوها ومدح قادتها العظام بعد كل مجزرة ...
ثم عودةٌ إلى النوم .....
سنبكي بدل المرة الف مرة ... فلا داع للمكابرة
لكن لنحفظ دمعنا .....
لأننا سنحتاجه كثيرا طالما نحن على هذه الحال ...
والا فالنخرج إلى الشارع ولنواجه قادتنا ولنطالب ببعض ماقلت... في الشارع وعلى الملأ وأمام من يمكنهم فعل ذلك ممن هم حولنا ...
إن لم نستطع ان نفعل فالنعد إلى منازلنا ....
ولنلج غرفنا ثم نأتي هاهنا ..
ونقول ....
" لن نبكيك يا أقصى ......"
" نحن قوم لنا الصدر دون العالمين او القبر ...."
لكن دموعنا عندها ستكون سابقة لكلماتنا ....
ترى متى نتعلم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟