بسم الله الرحمان الرحيم
سالته عن حال منزله الجديد الذي انتقل اليه
قال لي واخذ يقوم بوصف موقع الجميل وحيه الهادئ وسعة جدرانه وقريبه
من المسجد والمدرسة والسوق ولكنه استدرك في تحسر وقال :
ولكن كل هذه المميزات تختفي امام جار فظ طائش شرس ويعد في
المحيط مصدر البلاء ومبعث التعاسة ومثار القلق انه باذئ اللسان
متعجرف يحب ان يامر ولا يؤمر وينهي ولا ينتهي ويقود ولا يقاد بل
اصبحت الحياة في المنزل جحيما لا يطاق
والغريب ان هذا الجار حج واعتمر ويؤدي معظم صلواته في المسجد
هناك الكثير من الناس من حجزا او صاموا او صلوا قد نهضوا بالدين
وان اساوا الي غيرهم وآذوا شر ايذاءة...
ولم يعلموا ان الدين معاملة وان المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده
وهذه السلامة انما تتحقق برعاية حقوق الله تعالى وحقوق الوالدين وحقوق
الاقارب وحقوق اليتامى والمساكين وحقوق الجيران والضيوف والخدم
والصداقة والشراكة .
ان رعاية هذه الحقوق والقيام بها،هي التي تجعل الامة اسرة واحدة قوية
يتظامن افرادها ويتكاتفون ويتازرون.
ورعاية حق الجار واحترامه ومعاملته بالحسنى تشيع الامن والطمأنينة
وتجعل الحياة مامونة تموج الفة وسعادة وانسا وقد بين الرسول
-
سلم-
طائفة من حقوق الجار على جاره لمن ساله عن ذلك من الصحابة الكرام
فقال (ان إستعان بك أعنته، وان استنصرك نصرته،وإن استقرضك أقرضته
إن دعك أجبته،وإن مرض عدته،وإن مات شهدته،وان أصابه خيرهنأته،وإن
أصابته مصيبة عزيته،ولا تستظل عليه بالبناء،فتحجب عنه الريح الا بإذنه
وأذا اشتريت فاكهة فأهد له ، وان لم تفعل فأدخلها سرا،ولايخرج بها ولدك
ليغيظ بها ولده ولاتؤذه بقُمار/الرائحة القذرة .
ثم قال اتدرون حق الجار؟ والذي نفس محمد بيده لا يبلغ حق الجار إلا
من رحمه الله.
واخيرا،كم منزل غلا ثمنه لحسن الجار ومنزل رخض ثمنه لسوء الجار.
مع تحيات عزالدين المحترف