قال الله تعالى:
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" (الجن، 18)،
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".
أخرجه البخاري (1/168 ، رقم 426) ، ومسلم (1/376 ، رقم 530) ، وأبو داود (3/216 ، رقم 3227)
. وأخرجه أيضا: عبد بن حميد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه (ص 108 ، رقم 244)
. قال الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله:
المساجد التي فيها قبور لا يصلى فيها، ويجب أن تنبش القبور وينقل رفاتها إلى المقابر العامة،
كل قبر في حفرة خاصة كسائر القبور، ولا يجوز أن يبقى فيها قبور لا قبر ولي ولا غيره؛
لأن الرسول
سلم نهى وحذر من ذلك، ولعن اليهود والنصارى على عملهم ذلك ....
ومعلوم أن من صلى عند قبر فقد اتخذه مسجدا، ومن بنى عليه مسجدا فقد اتخذه مسجدا،
فالواجب أن تبعد القبور عن المساجد، ولا يجعل فيها قبور، امتثالا لأمر الرسول
سلم،
وحذرا من اللعنة التي صدرت من ربنا عز وجل لمن بنى المساجد على القبور؛
لأنه إذا صلى في مسجد فيه قبور قد يزين له الشيطان دعوة الميت أو الاستغاثة به أو الصلاة له أو السجود له فيقع الشرك الأكبر،
ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى، فوجب أن نخالفهم وأن نبتعد عن طريقهم وعن عملهم السيئ.
انتهى كلامه رحمه الله، ومما يدمى له القلب أن مساجد المسلمين تعج بقبور الأولياء وأن عوام المسلمين اليوم يستغيثون
بالأموات من دون الله كالبدوي وزينب والحسين والخضر وغيرهم كثير وهذا واقع ومنتشر في معظم البقاع الاسلامية
ونعجب لمن يرى ذلك ولا ينكره ممن يعملون بالساحة الاسلامية، فوالله الذي لا إله إلا هو ما ضربت علينا الذلة والمسكنة
إلا لما اتخذنا أولياء من دون الله ودعوناهم واستغثنا بهم وطلبنا منهم النصرة والمدد والعون فخذلنا الله والله ناصر من ينصره
. وعذرا على الإطالة.