في رحاب آية
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
يقول للنبي
سلم :
اذكر ما كان من ابتلاء الله لإبراهيم بكلمات من الأوامر والتكاليف
فأتمهن وفاء وقضاء ، عندئذ استحق إبراهيم تلك البشرى أو تلك الثقة:
{قال إني جاعلك للناس إماما} ..
إماما يتخذونه قدوة ويقودهم إلى الله ، ويقدمهم إلى الخير ،
عندئذ تدرك إبراهيم فطرة البشرة؛ الرغبة في الامتداد عن طريق الذرية ،
ذلك الشعور العميق الذي أودعه الله فطرة البشر لتنمو الحياة
وتمضي في طريقها المرسوم،
فيطلب من ربه أن يجعل من ذريته أيضا من يحمل راية الهداية من بعده.
وجاءه الرد من ربه الذي ابتلاه واصطفاه {قال لا ينال عهدي الظالمين}
يقرر القاعدة الكبرى: أن الإمامة إنما تستحق بالعمل والصلاح والإيمان ،
وليست وراثة أصلاب وأنساب.
وهذا الذي قيل لإبراهيم قاطع في الدلالة على تنحية اليهود عن القيادة والإمامة
بما ظلموا وبما فسقوا وبما عتوا عن أمر الله ،
ويفتح الطريق أمام الأمة الإسلامية لتأخذ مكانها الذي اختاره لهم الله لقيادة البشر وإمامتهم