هل تعتقد ان منتخب الجزائر سيشكل تهديداً أكبر على انجلترا في نهائيات المونديال مما فعله المنتخب المصري في المباراة الودية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالها : جيري كوكس
لا أعتقد فقط ان المنتخب الجزائري سيشكل تهديداً أكبر على المنتخب الانجليزي في نهائيات كأس العالم مما فعله المنتخب المصري في المباراة الودية، لكن الاكثر أهمية من ذلك ان مدرب منتخب انجلترا فابيو كابيلو ولاعبيه يعتقدون ذلك أيضاً.
كابيلو كان مدركا لحجم التهديد والخطورة التي كان سيشكلهما عليه المنتخب المصري قبل لقائه في ويمبلي قبل نحو اسبوعين، ومع ذلك حتى هو كان مندهشاً من حجم التهديد الذي شكله الفراعنة على فريقه المتخم بالنجوم، خصوصاً في الشوط الاول. ورغم ان انجلترا نجحت في الفوز في النهاية 3-1، الا ان أحداث الشوط الاول كانت مؤشرا لما يمكن توقعه من المنتخب الجزائري، عندما يلتقي المنتخبان في مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا الصيف المقبل، ولا اعتقد ان المنتخب الانجليزي يملك خيار التعامل مع الجزائريين الا باحترام وجدية.
كابيلو كان حاضرا في حفلة جوائز لوريس الرياضية في ابو ظبي قبل أيام، وتحدث عن هذا الامر قائلاً: "أعلم ان المنتخب الجزائري سيشكل خطورة أكبر علينا لانه تغلب على المنتخب المصري، الذي واجهناه مؤخرا... أعلم ان المنتخب الجزائري خامس المنتخبات الاعلى تسجيلا للنقاط في تصنيف الفيفا، لذا نعلم ماذا نتوقع منه عندما نقابله، ونعلم أيضاً ان منتخبات شمال أفريقيا تلعب بأسلوب مختلف عن نظيرتها من وسط القارة او جنوبها، فمنتخبات شمال القارة تلعب بوتيرة سريعة جدا وبتقنيات فردية عالية".
اضافة الى ان المنتخب الانجليزي دائماً ما يعاني امام المنتخبات التي يتوقع له الجميع هزيمتها خصوصا في البطولات الكبيرة، ففي مونديال 2006 في المانيا عانى قبل الفوز على باراغواي، وقبلها في مونديال 2002 تعادل مع الضعيف نيجيريا، رغم انه تغلب في المجموعة نفسها على الارجنتين، وقبلها في مونديال 1998 خسر امام رومانيا. لذا فان كابيلو على دراية تامة بان فريقه لا يملك فرصة التهاون مع اي منتخب خلال النهائيات، وبعدما رأى ماذا قدم المنتخب المصري امام فريقه، فان القلق سينتابه في حال لم يكن المنتخب الانجليزي بكامل قوته وتركيزه وعلى أهبة الاستعداد في 18 يونيو المقبل، لان فكرة سقوطه في حرج امام المنتخب الجزائري قائمة بقوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالها : فيليب أوكلير
لا... غياب مصر عن المشاركة في نهائيات كأس العالم ليس حدثاً غير عادل، لكنه اقرب الى الكارثة لمنتخب قد يصنف الأفضل في احتكار الكرة الافريقية، فلم يسبق المنتخب المصري اي منتخب يفوز بكأس الامم الافريقية ثلاث مرات متتالية، فهم فعلوها في 2010، والاكثر من ذلك انهم حققوا هذا الانجاز باستعراض كرة قدم حيوية وآخاذة وهجومية تشعر بقية المنتخبات الافريقية بانها لا تريد ممارسة اللعبة مجدداً. وأنا أدرك ان هذا الامر سيستمر.
لكن لسبب ما، فان الفراعنة يفشلون دائماً في ترجمة سيطرتهم المطلقة على القارة السمراء الى الساحة العالمية الاوسع، فمنتخبات مثل الكاميرون ونيجيريا، وحتى الجزائر (في مونديال 1982)، نجحت في ترك بصماتها في تاريخ نهائيات كأس العالم، في حين بالكاد أعلنت مصر عن مشاركة اخبرة في 1990، لكن كان من الممكن ان يمثل المنتخب المصري عقبة أكبر مما سيمثله المنتخب الجزائري في النهائيات المقبلة، وفي الواقع فان الفراعنة أفضل بكثير من محاربي الصحراء، في كل الامور الفنية، أهمها القدرة على الاختراق والتنظيم التقني، واذا لم يكن هذا صحيحاً، فلم اعتبر تأهل المنتخب الجزائري الى النهائيات على حساب المنتخب المصري مفاجأة في المباراة الملتهبة الشهيرة؟
العواطف الجياشة قادت الجزائريين الى التفوق على أنفسهم، وبالتالي تحقيق انجاز أكبر من حجمهم، وبمواهب فردية قد يجدون منها في النهائيات تفوق ما يملكون، خصوصاً ان الاجواء الباردة في جنوب افريقيا لن تصب في مصلحتهم، وانما في مصلحة المنتخبات الاوروبية.
وفي ليلة شتاء باردة شاهدت المنتخب المصري يقدم تحدياً عظيماً ضد الانجليز في استاد ويمبلي، ولمدة 45 دقيقة استغربت لمدى قدرة المصريين على التفوق على العديد من نجوم البريميرليغ، فاستعرضوا مهارات عالية تنبع من قدرات كبيرة، وذكاء في التعامل مع كل المواقف، أخشى ان الجزائريين يفتقدونها، رغم الجهد الرائع الذي بذله المدرب المخضرم رابح سعدان مع الفريق.
ويبدو ان المنتخب المصري سيكون المنتخب الذي سنفتقده بشدة في نهائيات المونديال المقبلة، فهو قادر على الحفاظ على تميزه وعلى التأهل الى الدور الثاني، في حين ان المنتخب الجزائري، الذي يفتقد الى التفاعل الجسدي الذي يتمتع به الفراعنة، قد يظهر لحظات من الروعة لكن ليس دائماً، وأخشى انه سيلهث خلف قدرات المنتخب الاميركي، وبالتأكيد الانجليزي... في النهاية فان خسارة المنتخب المصري في النهائيات خسارة لنا جميعاً.