سرقت من شيطان الجن...

تاريخ الإنضمام : 01/09/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم
واصلي واسلم على اشرف خلق الله ماذكر الذاكرون الأبرار وماهب النسيم وهتزت الغصون وفاح الورد من كل بستان ...

اخوتي واخواتي كلنا يعلم ما قدر الصلاة عند الله وعظيم اجرها على ذلك نكنص الشيطان على عقبيه ليقلل من اجرها ان لم تترك بالكلية
فختار هواجسه فيها..
فالخشوع في الصلاة سمة بارزة لأهل الإيمان ، فالصلاة لهم قرة عين ، ومواطن
راحة من مشاغل الدنيا ، وهواجس القلب ، ونزغات الشيطان ، ولهذا امتدح الله
سبحانه وتعالى المؤمنين بقوله : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) فالأجدر بالمؤمن أن يكون مستشعراً لعظم
الموقف الذي يقفه في صلاته ، لأنه يقف أمام رب العالمين ، الخالق الكريم ،
فيكون حريصاً على أن يفرغ قلبه من كل ما يشغله عن هذا الموقف المبارك ،
وأن يكون مستحضراً لهيبة مولاه متأملاً لما يقرأه في صلاته .

قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ : [ اعلموا ـ أفادكم الله تعالى المعارف ـ
أن الصلاة مشتملة على أفعال منها : ظاهرة تنتشر على الجوارح ومنها : باطنة
تستقر في القلب ، وكما أن التكبير يضبط الأفعال المطلوبة بالجوارح ، ويحرم
سائر الأفعال المسترسلة عليها ، فكذلك عقد القلب بالنية للوقوف بين يدي
عالم الخفية ، والاستقبال للمناجاة مع الله ، تحرم على القلب سائر الخواطر
المسترسلة ، ويلزمه الإقبال على ما هو بصدده بالكلية ، فلا يكون له خاطر
إلا في صلاته ، ولا يمر على قلبه سواه ] .
حكم الهواجس في الصلاة :

المسألة تحتاج إلى التفصيل :

فالوسواس نوعان :
النوع الأول : لا يمنع ما يؤمر به من تدبر الكلم الطيب والعمل الصالح الذي
في الصلاة ، بل يكون بمنزلة الخواطر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه
الله ـ في هذا النوع : [ الوسواس لا يبطل الصلاة ، إذا كان قليلاً باتفاق
أهل العلم ، بل ينقص الأجر ] .
ولا ريب أن الوسواس كلما قل في الصلاة كانت أكمل .
النوع الثاني : الوساوس التي تكون غالبة على الصلاة بحيث يمتنع معها الفهم
، ويصير الرجل غافلاً . وفي هذا النوع وقع الخلاف بين الفقهاء ، فالمسألة
على قولين :
القول الأول : أن الوساوس لا تبطل الصلاة وإن كثرت ، ولكنها تنقص الأجر والثواب . وهو قول الحنفية .
وقول بعض المالكية : إذا كان عزوب نيته بسبب أمر عرض في الصلاة كأن يكون الأمر متعلقاً بالمراقبة والخشوع .
وكره الشافعية : أن يكون الإنسان مشغولاً بحديث النفس .
وقول الحنابلة : جاء في " مطالب أولي النهي " : ولا تبطل أيضاً بعمل قلب
ولو طال ، لعموم البلوى به ، فلا تبطل صلاة من غلب وسواس على أكثرها ،
فيجتهد من ابتلي به على رفضه حسب الإمكان ، لئلا يؤدي إلى فساد عبادته .
وقال ابن مفلح في كتابه " مصائب الإنسان " : ولا شك أن عمل القلب لا يبطل
الصلاة ، ولو كان أمراً محرماً .
وهذا القول : هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ .
القول الثاني : أن الوساوس إذا كثرت تبطل الصلاة .
وهو فول بعض الحنفية : وصفه ابن عابدين ـ رحمه الله ـ بقوله : ولم يعتبر
قول من قال : لا قيمة لصلاة من لم يكن قلبه فيها معه . كما في الملتقط
والخزانة والسراجية وغيرها .
وهو ظاهر المذهب عند المالكية. جاء في تبيين المسالك : فإن شغله التفكير حتى لا يدري ما صلى ، أعاد أبداً على ظاهر المذهب .
وذكر ابن العربي ـ رحمه الله ـ أن الوساوس تبطل الصلاة : إن كانت بأسباب
متقدمة قد لزمت العبد من الانهماك في الدنيا ، والتعلق بعلائقها الزائدة ،
والتشبث بفضولها التي يستغنى عنها ، فيقوى ها هنا ترك الاعتداد بالصلاة ،
لأن ذلك من قبله وسببه واقعٌ باختياره. وهو وجه عند الشافعية ، اختاره
الغزالي ـ رحمه الله ـ . وقول بعض الحنابلة .
الاستدلال للأقوال الفقهية :
استدل أصحاب القول الثاني : وهو القائلون بأن الوساوس تبطل الصلاة إذا كثرت بأدلة منها :

قوله تعالى :( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) .
وجه الدلالة :
أن الآية دلت على أن عمل القلب محرم ، لأنه يسبب السهو عن الصلاة فلا يدري
الشخص عن كم انصرف عن شفع أو وتر ، فالوسوسة التي تذهل الركعات محرمة .
ونوقش : أن الله سبحانه وتعالى قال : ( عَن صَلَاتِهِمْ ) ولم يقل " في صلاتهم " فالمراد ساهون عنها سهو ترك ، وقلة مبالاة .

قالوا : إن مقصود الصلاة لم يحصل فهذا شبيه صلاة المرائي ، فإنه بالاتفاق لا يبرأ بها في الباطن .
ونوقش : لا نسلم أن كون مقصود الصلاة لم يحصل ، بل إن الموسوس أدى ما عليه
من أركان الصلاة وواجباتها حسب قدرته واستطاعته ، قال تعالى : (لاَ
يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) . وأما المرائي فله قصد
بقلبه خلاف ظاهر أفعاله .
واستدل أصحاب القول الأول : وهم القائلون بأن الوساوس لا تبطل الصلاة وإن كثرت بأدلة منها :
حديث أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم

سلم قال : إذا نودي للصلاة
أدبر الشيطان وله ضُراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى
إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه
يقول : أذكر كذا ، أذكر كذا لما لم يكن.
وجه الدلالة :
أن رسول الله بين أن الشيطان يأتي الإنسان أثناء أدائه للفريضة يذكره
بأمور قد خلت ليشغله عن فريضته حتى يصل الحال بالبعض إلى عدم قدرته على أن
يتذكر كم صلى ، ولم يصرح الحديث ببطلان صلاته ، وليس في الحديث الأمر
بإعادة الصلاة ، ثم إنه لم يفرق بين كثير الوساوس وقليلها .
حديث عمار بن ياسر وفيه : إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها .
وجه الدلالة :
أن رسول الله بين أن صلاة المرء تتفاوت من حيث الثواب إلى درجات ، فكلما
سلمت صلاة الإنسان من الوساوس عظم ثوابه ، وإذا كثرت الوساوس قل ثوابه
ولكن لا تبطل معه الصلاة ، فالحديث دال على أن الوساوس سبب لنقص الثواب لا
فواته بالكلية .
قالوا : إن الخشوع في الصلاة سنة وحديث النفس ينافي الخشوع والصلاة لا تبطل بترك سنة .

قالوا : إن الوساوس لا تبطل الصلاة ولكنها تنقص الأجر ، فهي بمنزلة صوم
الذي لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .
الترجيح : الذي يترجح ـ والله أعلم ـ أن الوساوس ـ وإن كثرت ـ لا تبطل
الصلاة ، ولكنها تنقص الأجر والثواب ، وعلى المؤمن دفعها ومجاهدتها فدر
المستطاع ، لقوة أدلة من ذهب إلى هذا القول .

تاريخ الإنضمام : 05/11/2009

وربى ما فى حدا فيه يوفيك

جـــــزاكـ اللـــه كــــل خيـــــــــر

سرقت من شيطان الجن...

سرقت من شيطان الجن...

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة