اعلم ان الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره
ولكن هذا لا يقال إنه مطرد في كل شيء، لكن هذا هو الغالب
أن الجزاء يكون من جنس العمل كما قال –تعالى-:
" ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" [النمل:50]،
وقال –سبحانه وتعالى-:"وجزاء سيئة سيئة مثلها" [الشورى:40]،
وقال –تعالى-:"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194]
وكذلك في الإحسان من عفا عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه،
قال –تعالى-:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:60]،
وهذه الآيات هي الأصل في هذه المقولة أن الجزاء من جنس العمل
يقول الإمام الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله ،
في كلام له عن ان الجزاء من جنس العمل
لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة
من كرب يوم القيامة
ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة
ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن ضار مسلما ضار الله به
ومن شاق شاق الله عليه ومن خذل مسلما في موضع
يجب نصرته فيه خذله الله في موضع يجب نصرته فيه
ومن سمح سمح الله له والراحمون يرحمهم الرحمن
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه
ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه ومن تجاوز تجاوز الله عنه
ومن استقصى استقصى الله عليه فهذا شرع الله وقدره
ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير
واعتبار المثل بالمثل