الحمد لله و كفى و صل اللهم على المصطفى
أخواتي المعلمات ، إخواني المعلمين و المديرين
تلاقي مذكرات الأنترنت قبولا واسعا عند كثير من السادة المعلمين ، كما تلاقي رفضا قاطعا عند السادة المفتشين .. فلماذا ؟
بخصوص هذا الإقبال عند هؤلاء وهذا الإحجام عند أولئك ، يطيب لي أن أدلي بدلوي في الموضوع من خلال هذا المنبر ، منبر الكلمة الشهرية الموجهة لمعلمي المقاطعة الأولى .
حسب رأيي الخاص فإن أسوأ مذكرة يحضرها السيد المعلم بنفسه مراعيا فيها خصائص تلامذته و طبيعة الأنشطة المقدمة لهم ، أفضل عندي من أحسن مذكرة أنترنت.
السؤال : لماذا هذا الحكم ؟
الإجابة : لأسباب عديدة و بسيطة ..
منها على سبيل المثال لا الحصر :-
1إن الشخص الذي حضر مذكرته بجهد و اجتهاد ووضعها بأحد المنتديات في الشبكة العنكبوتية هو في النهاية مع الفرق معلم تماما كالذي حصل عليها دون جهد أو اجتهاد ، فلماذا لا يكون الثاني مثل الأول أو أفضل منه.
2 إن الوثيقة الرسمية الوحيدة التي ينبغي اعتمادها في الإعداد و التحضير هي المنهاج .
3 وفرة الوثائق و السندات المساعدة على التحضير متوفرة لدى الجميع منها :
أ.الوثيقة المرافقة للمنهاج ؛
ب . دليل المعلم ؛
ج.وثيقة تخفيف المناهج ،
د . التدرجات السنوية ؛
هـ . إذا جاز أن نضيف الأنترنت المساعد على البحث و الإثراء لا على التبني و الاعتماد ...
4 جاءت المقاربة بالكفاءات بكل بيداغوجياتها وبمجموع وسائلها لتحرير المعلم من قيود المذكرات الوزارية الجاهزة لا لتكبيله بسلاسل النماذج النمطية ، الجامدة ، والجاهزة ( نظرية تحول العبد إلى سيد ، و السيد إلى عبد ).
5بعض المعلمين يعتمدون مذكرات الجملة ، أي اعتماد مذكرة واحدة و وحيدة تحدد خطوات تمشي وحدة تعلمية خلال الأسبوع ، ومن ثمة إسقاطها على جميع الوحدات في نفس المادة و على مدار كل الوحدات ، و هذا غير معقول ، يا إخوان .
6 كل نشاط يسعى إلى تحقيق هدف مميز أو هدف خاص ، و منه فإن مذكرة الأنترنت غير وظيفية لارتباطها بنوع المتعلمين و قدراتهم العقلية واستعداداتهم النفسية و فروقهم الفردية هذا من جهة ومن جهة أخرى لاختلاف أهداف من أعدها وأهداف من اعتمدها .
7هل يمكن أن نتحدث عن مذكرة نموذجية واحدة تصلح في العاصمة كما تصلح في منطقة
ريفية أو في قرية من قرى الجلفة أو بشار... و يكفي كهذا سبب للتحضير الذاتي . .
8 ما وظيفة المعلم إن لم يخطط للأنشطة التي يسعى إلى تحقيق أهدافها و كفاءاتها ؟
أليست المذكرة تخطيطا للتعلمات ؟ أليس الفعل التعليمي التعلمي قائم على ثلاثية التخطيط و التنفيذ و التقويم؟
9 في كثير من الأحيان و عند تنفيذ التخطيط أصادف بعض المعيقات الداعية لتغيير الخطط والأنشطة قصد التعامل مع الطوارئ و معالجتها بسبب ما يكشفه عندي التقويم التوجيهي و التقويم العلاجي.
10لماذا لا أكون منتجا كغيري مهما كان المُنتَج ؟ لا مستهلكامهما كان نوع المُستَهلك ؟
11 لا تخلو مذكرات الأنترنت كيفما كانت من أخطاء شكلا و مضمونا .
12 كل شيء متجدد : الظروف ، الأحداث ، التلاميذ ، السياق ، المحيط ، الخبرات .. من قسم إلى آخر و من مدرسة إلى أخرى ..فلماذا نريد أن تظل المذكرة ثابتة .. كل هذا ألا يدعو إلى تجديد التحضير ؟ تذكير سئل أحد كبار الأساتذة عن سبب تحضيريه اليومي فقال حتى لا يشرب تلامذتي من الماء الراكد.
13 كثير من مذكرات الأنترنت أنتجت قبل الموسم الدراسي 2008/2009 غير صالحة بسبب مستجدات الإصلاح بعد هذا الموسم الدراسي منها :
أ. تخفيف المناهج.
ب. تخفيف المواقيت.
ج . تقليص عدد أيام الدراسة في الأسبوع .
هـ . تقليص المدد الزمنية للأنشطة ، العودة لحصص 45 دقيقة.
14 فرضا أن التحضير كان لجهد خارجي ممتاز، فهل يكون التنفيذ كذلك ؟ أي ما وظيفة مذكرة جاهزة كاملة الشروط و الأركان لكنها ميتة لا روح فيها.
15المشكلة ليست في المذكرة ، و إنما فيمن تقع في يده هذه المذكرة .
16 يصعب علي القول بأن بعض الإخوة المعلمين يتحججون بأهمية مذكرة الأنترنت فقط تهربا من واجباتهم المهنية حتى لا أقول نظرتهم السلبية لرسالة المعلم و الاستجابة لمتطلبات هذه الرسالة ..
و للإنصاف نقول :
17المتابعة الحقيقية ليست فقط في مراقبة وثائق السادة المعلمين ، و إنما في مراقبة إنتاجات المتعلمين و تحصيلهم للمعارف و المهارات و المعارف السلوكية.
18 ما يقال على المذكرة يقال على غيرها من الوثائق البيداغوجية كالاعتماد الكلي في التدريس على كتاب التلميذ.
19 الوقت المخصص لتكوين المكونين في إطار زيارات التفتيش غير كاف فلا يستفيد المعلم الذي يزار من طرف مفتشه مرة واحدة خلال ثلاث سنوات لا يستفيد من خبرة مشرفه التربوي إلا بما معدله0.0004 %من وقت هذا المشرف ، و هذا بالطبع غير كافي ...
20 إن السادة المفتشين الرافضين لهذه المذكرة لا يرفضونها شهوة وإنما يرفضونها لهذه الأسباب و لأسباب غيرها.
تقبلوا تشكراتنا