اللهم اغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني
أولا نعتذر على الإطالة البسيطة لأهمية الموضوع.
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ
: قَوْمٌ عُكُوفٌ بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِى مُوسَى لَا تَنْهَاهُمْ؟
وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ: الْمَسْجِدِ الحَرَامِ,
وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ"
، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا, أَوْ أَخْطَأْتَ وَأَصَابُوا.
أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" ( 112 / 2 ) , و البيهقي في "السنن" ( 4 / 316 )
وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 6 / 667 )
. قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6 / 667):
وقول ابن مسعود ليس نصا في تخطئته لحذيفة في روايته للفظ الحديث
, بل لعله خطأه في استدلاله به على العكوف الذي أنكره حذيفة,
لاحتمال أن يكون معنى الحديث عند ابن مسعود: لا اعتكاف كاملا,
كقوله
سلم:
"لا إيمان لمن لا أمانة له, و لا دين لمن لا عهد له" والله أعلم.
واعلم أن العلماء اختلفوا في شرطية المسجد للاعتكاف
وصفته وليس في ذلك ما يصح الاحتجاج به سوى
قوله تعالى: (* وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ *),
و هذا الحديث الصحيح, و الآية عامة, والحديث خاص,
ومقتضى الأصول أن يحمل العام على الخاص,
و عليه فالحديث مُخَصِّص للآية و مُبَيِّن لها,
وعليه يدل كلام حذيفة وحديثه