قــصــاصــات من ورقــــــ ...؟

تاريخ الإنضمام : 18/05/2009

هذا الرجل الذي أمضى قرابة الساعتين وحيدا في حديقة الجزيرة يكتب وينظرإلى النهر المستلقي كسولا ومبتسما تحت الشمس.. و يترك بصره يحوم حول طائرة بعيدة تعبر السماء في اتجاه الغرب.. ترى ماذا كان يدور بباله وقتها.. وماذا يمكن أن تعني طائرة عابرة بالنسبة له..
أرتجف حين يطرأ لي هذا السؤال : ماذا لو كان هذا الرجل شاعرا.. لو هبط عليه الآن ملاك الشعر ولو لدقيقة.. ماذا يمكن أن يقول.. وقتها قد يشير إلي فأترك مكاني بجوار اَلة الشاي وثلاجة المشروبات الغازية ليطلب مني بصوت خافت " معاك ورقة صالحة للكتابة لو سمحت "..
لن أخبره وقتها أنني قد اعتدت هذه الأشياء.. وإنما سأمنحه من باب حسن معاملة الزبائن ورقة صغيرة من أوراق الطلبات.. ليظل يخط عليها بيد مرتجفة لساعات.. وكلما التفت ولمحني وأنا أنظر إليه طالعني بنظرة اعتذار وطلب " واحد فنجان قهوة اخر".. ليضيفه إلى الأكواب العديدة التي بردت بجانبه دون أن يرتشف إلا من ورقته الصغيرة..
وخوفا من إحراجه قد أخبره أنني لا أنظر إليه لطول بقائه هنا.. وإنما أنتظر لأرى أين سيلقي ورقته لآخذها قبل أن يبعدها عمال النظافة الذين يجهلون القراءة والكتابة.. وقد أتمادى وأجلس بجانبه أرتشف من أحد أكواب القهوة الباردة وأحكي له حلمي الأخير.. الذي كنت فيه وحدي ليلا في المكان.. تصور يا أستاذ وحدي في كل هذه الحديقة والميدان تنهمر علي من السماء آلاف من القصاصات الصغيرة كالمطر بلا توقف.. عليها كتابات ورسوم وخربشة غير مفهومة.. بعضها يحمله الهواء بعيدا إلى النهر؟, بينما أركض أنا في جنون محولا جمعها من الأرض ومن فوق المقاعد وحملها إلى مكاني الصغير لأخبئها خلف اَلة الشاي وثلاجة المشروبات الغازية قبل أن يأتي عمال النظافة.. الذين كنت أرى جيشا منهم يتقدم بانتظام وبطء في العتمة.. وأسمع دبيب أقدامهم وهمهماتهم الغاضبة بينما أواصل الركض لأجمع المزيد من الأوراق الذي لا تتوقف عن السقوط من السماء...؟

تاريخ الإنضمام : 01/09/2009

تاريخ الإنضمام : 21/08/2008

جميل جدا

شكراااااا أخي الوليد

تاريخ الإنضمام : 28/04/2009

تاريخ الإنضمام : 28/05/2009

بينما أواصل الركض لأجمع المزيد من الأوراق الذي لا تتوقف عن السقوط من السماء

كلمات رائعة
من شخص عودنا
على الابداع
تقبل مروري