وقال جابر بن سَمُرة: كان ضَلِيع الفم، أشْكَل العينين، مَنْهُوس العقبين.
وقال أبو الطفيل: كان أبيض، مَلِيح الوجه، مُقَصَّدًا.
وقال أنس بن مالك: كان بِسْطَ الكفين. وقال: كان أزْهَر اللون، ليس بأبيض أمْهَقَ، ولا آدَم، قُبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
وقال: إنما كان شيء ـ أي من الشيب ـ في صُدْغَيْه، وفـي رواية: وفي الرأس نَبْذٌ.
وقال البراء: كان مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بين المَنْكِبَيْن، له شَعْر يبلغ شَحْمَة أذنيه، رأيته في حُلَّة حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه.
وكان يُسْدِل شعره أولاً لحبه موافقة أهل الكتاب، ثم فَرَق رأسه بعد.
قال البراء: كان أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خُلُقًا.
وسئل: أكان وجه النبي سلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر. وفي رواية: كان وجهه مستديراً.
وقالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: لو رأيته رأيت الشمس طالعة.
وقال جابر بن سَمُرَة:
رأيته في ليلة إضْحِيَانٍ، فجعلت أنظر إلى رسول الله سلم
وإلى القمر ـ وعليه حلة حمراء ـ فإذا هو أحسن عندي من القمر.
وقال أبو هريرة:
ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله سلم، كأن الشمس تجري في
وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله سلم،
كأنما الأرض تُطْوَي له، وإنا لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث.
وقال كعب بن مالك: كان إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر.
وعرق
مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها يَخْصِفُ نعلاً، وهي تغزل غزلاً، فجعلت
تبرق أسارير وجهه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت: والله لو رآك أبو كَبِير
الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ** برقت كبرق العارض المتهلل
وكان أبو بكر إذا رآه يقول:
أمين مصطفى بالخير يدعو ** كضوء البدر زايله الظلام
وكان عمر ينشد قول زهير في هَرِم بن سِنَان:
لو كنت من شيء سوى البشر ** كنت المضيء لليلة البدر
ثم يقول: كذلك كان رسول الله سلم.
وكان إذا غضب احمر وجهه، حتى كأنما فقئ في وجنتيه حَبُّ الرمان.
وقال جابر بن سَمُرَة: كان في ساقيه حُمُوشة، وكان لا يضحك إلا تَبَسُّماً. وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكْحَل العينين، وليس بأكحل.
وقال عمر بن الخطاب: وكان من أحسن الناس ثَغْراً.
قال ابن عباس: كان أفْلَجَ الثنيتين، إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.
وأما
عُنُقه فكأنه جِيدُ دُمْيَةٍ في صفاء الفضة، وكان في أَشْفَاره عَطَف، وفي
لحيته كثافة، وكان واسع الجبين، أزَجّ الحواجب في غير قرن بينهما، أقْنَي
العِرْنِين، سَهْل الخَدَّيْن، من لُبَّتِه إلى سُرَّتِه شعر يجري
كالقضيب، ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، أشْعَر الذراعين والمنكبين،
سَوَاءُ البطن والصدر، مَسِيح الصدر عريضة، طويل الزَّنْد، رَحْب الراحة،
سَبْط القَصَب، خُمْصَان الأخْمَصَيْن، سَائِل الأطراف، إذا زَالَ زَالَ
قَلْعاً، يخطو ت********فِّياً ويمشي هَوْناً.
وقال أنس:
ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي سلم، ولا
شممت ريحاً قط أو عَرْفاً قط، وفي رواية: ما شممت عنبراً قط ولا مِسْكاً
ولا شيئاً أطيب من ريح أو عرف رسول الله سلم.
وقال أبو جُحَيْفة: أخذت بيده، فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك.
وقال جابر بن سمرة ـ وكان صبيا: مسح خَدِّي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُونَةِ عَطَّار.
وقال أنس: كأن عرقه اللؤلؤ. وقالت أم سليم: هو من أطيب الطيب.
وقال جابر: لم يسلك طريقاً فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عَرْفِه. أو قال: من ريح عرقه.
وكان بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده، وكان عند نَاغِض كتفه اليسرى جُمْعاً، عليه خِيَلان كأمثال الثَّآلِيل .
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .